بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 24]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ» رواه البخاري. وقال أيضًا: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» رواه مسلم.
وأكدت أن محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَظْهَرُ محبة الله سبحانه، فمَن أحبَّ مَلِكًا أحب رسوله، ورسول الله حبيب رب العالمين، وهو الذي جاء لنا بالخير كله، وتحمَّل المتاعب من أجل إسلامنا ودخولنا الجنة، وقد وصفه ربنا في مواضع كثيرة من القرآن بصفات تدل على فضله؛ منها قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].
واستدلت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها ، جوابا على سؤال وردها يقول “هل هناك فضل لمدح النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وهل يمكن اعتبار مدح النبي من الأمور التي نتقرب بها إلى الله ورسوله؟ ” ،استدلت بما قاله الشيخ الباجوري رحمه الله في مقدمة “شرح البردة” (ص: 5-6، ط. مكتبة الآداب): [إنَّ كمالاته صلى الله عليه وآله وسلم لا تُحْصَى، وشمائله لا تُسْتَقصى، فالمادحون لجنابه العلي والواصفون لكماله الجلي مقصِّرون عمَّا هنالك، قاصرون عن أداء ذلك، كيف وقد وصفه الله في كتبه بما يبهر العقول ولا يُسْتَطاع إليه الوصول، فلو بالغ الأوَّلون والآخرون في إحصاء مناقبه لعجزوا عن ضبط ما حباه مولاه من مواهبه] اهـ.
وقد روى الطبراني في “المعجم الكبير” عن خُرَيْم بن أوس بن حارثة بن لام رضي الله عنه قال: كُنَّا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له العباس بن عبد المطلب رحمه الله: يا رسول الله، إني أريد أن أمدحك، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «هَاتِ، لا يَفْضُضِ اللهُ فَاكَ»، فأنشأ العباس يقول شعرًا؛ منه قوله:
وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْأَرْ ضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ
وَنَحْنُ فِي ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِي سُبْلِ الْهُدَى وَالرَّشَادِ نَخْتَرِقُ
وتابعت الفتوى تقول: نجد أن النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم أقرَّ عمَّه أن يمدحه ولم يعترض عليه، فهذا دليل على بيان فضل ومشروعية مدحه -صلى الله عليه وآله وسلم –
وعليه: فمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم القربات لله تعالى، وإنشاده له فضلٌ كبيرٌ.
قال الشاعر في مدحه صلى الله عليه وسلم :
هِيمْ ابْمدَحُ واتْگَدْ
وعْليكْ ايلَا بنْبيكْ
همَتْ ؤُجوْليلَكْ حدْ
كاصرْهالَكْ واعْليكـ
1-
هيمْ ابْمدَحْ أَلِّ فاتْ
ربُّ مولْ الصّفاتْ
رسْلُ رحْمَ مهْداتْ.
مدْحُ والفتحْ إجيكْ
بيهْ ،ؤ بيهْ الحاجاتْ
يَقضيهَالكْ مَليكْ
2-
هيمْ ابْمدَحْ الرسولْ
-لَعتْ الْفيكْ الْمولْ-
مدْحُ واسيهْ احْفولْ
دومْ اعْلِيهْ امْوصيّكْ
بيهْ اتْنالْ الْقَبولْ
عنْدَ اللهْ ؤُيبْغيكْ
3-
هِيمْ ابْمَدَحْ الْبَشيرْ
منْ لِلاَهْ ،النّذيرْ
السّراجْ الْمُنِيرْ
تَحْكَمْ قصْدَكْ بيْديكْ
ؤُ يحْيَ گَلْبَكْ واتْنِيرْ
واتْفوزْ الصّ واتّيكْ
4-
هِيمْ ابْمَدَحْ الْمقصودْ
مولْ الحوظْ الْموْرودْ
والْمَقامْ الْمحْمودْ
يُدبّرْ بيِهْ اعْليكْ
مدْحُ بغْنَ مرْفودْ
يَرَفْدَكْ وِسَغْنِيكْ
5-
هِيمْ ابْمَدَحْ الرّؤُوفْ
الرحيمْ،الْمَعْروفْ
بالْخَلَقْ أَلِّ موْصوفْ
فالنّصْ امْنَ الْمَليكْ
بالْعَظيمْ،الْمحْلوفْ
بَسْمُ فالنّصْ،انـبِيكْ
6-
هِيمْ ابْمدْحَكْ للتّاجْ
طَاهَ مولْ الْمعْراجْ
لصْديگَكْ ماَ تحْتاجْ
ؤُلاَ تفْصَلْ فمْعادِيكْ
ؤُواسِى مدْحُ عِلاجْ
للْكامَلْ قايَسْ فيكْ
7-
هِيمْ ابْمَدحْ الْحميدْ
الْكَريمْ الشّهيدْ
مولْ الرّايْ السّدِيدْ
والْمقْصَدْ لاَ يشْگِيكْ
تفـنَ ليّامْ اجْدِيدْ
وامْلَ منْ ذَاكْ ادْلِيكْ
8-
هِيمْ ابْمدَحْ الْحَبيبْ
أَباَ الْقاسَمْ ،رَكِيبْ
النّاقَ والنّجِيبْ
مولْ الْبُراقْ انْبيكْ
واللّواَ والْقَضيبْ
شفيعَكْ لِنَجّيكْ
9-
هِيمْ ابمدحوُلِليقْ
بيهْ ،ؤبيهْ مْنَ الضيقْ
توخَظْ ماهِ تلفيقْ
ؤُ باسْ الخلَقْ إجوْليكْ
وِ عرْبيكْ التوفيقْ
والْمكْروهْ إعسـريك
10-
هِيمْ ابْمدْحُ لَيّاكْ
إِلَيّنْ ذاكْ اگْساكْ
ؤُ يعْمَرْ منْ ذاكْ اخْلاكْ
ؤُتعْرفْ سيرَةْ نَبِيكْ
ؤُ ذيكْ السّيرَ لَذاكْ
بينْ -اطْرحْهَا – عيْنِيكْ
11-
صَلِّ فالْمدَحْ اعْلِيهْ
تَمْ،ؤُسلّمْ،والْبيهْ
يامَرْ كامَلْ واسيهْ
تَمْ . أوذِى ديْنْ اعليكْ
تَمْ امْجُولِ نَهِيهْ،
نجح الدارين ابْذِيكْ
هِيمْ ابْمدَحُ واتْگَدْ
وعْليكْ ايلَا بنْبيكْ
همَتْ ؤُجوْليلَكْ حدْ
كاصرْهالَكْ واعْليكـْ
انتهى
نظمه راجيًا شفاعته
سيد محمد ولد يسلم ولد امّينوهْ
12 ربيع الأول 1440 هجرية