يتفاخر اهل دمشق بان مدينتهم اقدم عاصمة حية على وجه الارض..
ويتباهى اهل العراق بطين بابل ومنقوشات أكد..
ويعتبرون زاقوراتهم الشكل الاول من الاهرامات..
اما اهل مصر فحدث ولا حرج.
لكن مالم يقله احد منا، خشية ان يتهم بالشوفينية الرخيصة، هو ان ارض البدايات كانت هنا..
نعم كانت هنا..
ولم تكن هناك.
لقد سبق واخرجت اول المشغولات الانسانية..المكتشفة في سهولنا منذ مائة الف سنة ونيف..
واظهرت على هذه الصفحة خطوات البشر مسجلة منذ مليونين سنة في طين تيريس ومتكلسة في رمل آقان..
الهيئات العلمية المحترمة اصبحت في حالة اجماع ان الانفجار الارضي الاعظم الذي فكك القارات وانتزع امريكاكل امريكا.. من حضن افريقيا لم يك سوى ارتدادات بسيطة من بركان وادان المسمى بتكوين الريشات.
انه اكبر بركان نائم على وجه الارض..
واذا استيقظ فتلك هي النفخة الاخيرة التي ستقضي على الحياة في هذا الكوكب..
حسابات علماء مونتريال تتحدث عن هزات متتالية من المحتمل ان تربك دوران الارض.. وربما تجعل مسارها يمشي بالمعكوس.. اي بعد الهزة الاولى سترون الشمس تبزغ من الغرب..
ثم تنتهي الحياة على ايقاع الطبل الكبير..
انها مشاهد افتراضية بالنسبة لهم.. لكنها تنسجم مع معتقدات مليارات الناس.
بالنسبة لعلماء الجيولوجيا البداية كانت هنا
والنهاية أيضا ستكون من هنا..
لذلك حين اسمع محمود درويش يلقب ارضه بارض البدايات ..ارض النهايات
اشعر بحيف من شدة الاجحاف المفزع..
فالبداية لم تكن في القدس..ولا في حيفا
ولا في غزة وانما في وادان..
على هضاب البافور…
وعلى هضاب البافور السلام
ذ. محمد ولد أمين