رمضانيات_7
في شهر رمضانَ مِنَ السنة الثامنة من الهجرة أيْ عام الفتح، بعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سيفَ الله المسلُولَ خالدَ بنَ الوليد القُرَشِيَّ المَخزُومِيَّ رضي الله عنه على ثلاثين فارِساً لِهَدْمِ العُزَّى، وهي صنمٌ شهير لقُريش وكِنانة، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم. ولما هدمها ورجع سأله النبي صلى الله عليه وسلم عما رأى، فقال: “لم أر شيئاً”، فأمره أن يرجع لها فرجع فكان ما جاء تفصيلُه في نظم السرية للوالد رحمة الله عليه حيث قال:
((بَعَثَ خَيرُ الخَلْقِ عامَ الفَتْحِ
سيفَ الإلهِ خالِداً ذَا المَدْحِ
لِيَهْدِمَ العُزَّى، وكانتْ صَنَمَا
إلى قُرَيْشٍ وكِنانةَ انْتَمَى
سَدَنَةُ العُزَّى بنُو شيبانَا
والعِزُّ فِي شَيْبانَ قِدْماً بانا
خَرَجَ ذُو المآثِرِ الحِسانِ
على ثلاثينَ مِنَ الفُرسانِ
في رمضانِ ثامِنِ الأعوامِ
على الذي يُروَى عَنِ الأعلامِ
فَهَدَمَ العُزَّى وجاءَ المُصْطَفَى
والمُصْطَفَى لِهَدْمِه لها نَفَى
لأنَّهُ لمْ يَرَ شيئاً عِنْدَما
باشَرَ هَدْمَها الذي تَقَدَّمَا
وعادَ خالِدٌ إليها ثانِيَهْ
لِكَيْ يُرِيحَ النَّاسَ مِنْ ذِي الطَّاغِيَهْ
خَرَجَ ذَا غَيْظِِ وَجَرَّدَ الحُسَامْ
وخالدٌ عندَ الحُسامِ لا يُسَامْ
فاعْتَرَضَتْهُ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ
ثائرةُ الرَّأْسِ لها اعْتِداءُ
عُرْيانَةٌ فَقَدَّهَا نِصْفَيْنِ
بالسَّيفِ سَيفٌ، باهِ بالسَّيفَينِ
وَإذْ أتَى النَّبِيَّ قال الآنَ قَدْ
هَدَمْتَها وما عليهِ ذا نَقَدْ
رَبِّ بِنِبْراسِ الوُجودِ الخالِدِ
سَنَاهُ مَعْ سَيْفِ الإلهِ خالِدِ
اغْفِرْ لَنا وَبَدِّلَنَّ السَّيِّئاتْ
بِحَسَنَاتٍ واهْدِنا لِلْحَسَنَاتْ
وَلْتَشْفِنَا مِنْ جُمْلَةِ الأمْرَاضِ
وَنَجِّنَا مِنْ سَيّئِ الأعْرَاضِ
واقْضِ دُيُونَنَا التِي تَعسَّرَا
قَضاؤُها حَتَّى يُـرَى مُيّسَّرَا
ثُمَّ على الهادِي الشَّفِيعِ الأرْضَى
أسْنَى صَلاةٍ وَسَلامٍ يُرْضَى ))
وسوف إن شاء الله تعالى أختم هذه الجولة في السرايا برمضانيةٍ حولَ سرية بارزةٍ لمْ تَجْرِ أحداثُها في رمضان بل في رجَب، لكنها كانت مِن أسبابِ أحدِ أكبرِ الأحداث الرمضانية في التاريخ الإسلامي ألا وهو غزوة بدر الكُبرَى، وتلك السرية هي سريةُ عبد الله بن جحش الأَسَديِّ إلى نَخْلةَ بين مكةَ والطائف، وهي التي قَتَلَ فيها واقدُ بنُ عبد الله التَّمِيميُّ اليربُوعِيُّ عمرَو بنَ الحضرَمِي. وكانَ واقدُ رضي الله عنهُ حليفاً للخطابِ بن نُفَيل والدِ الخليفة أمير المؤمنين عُمَر. وكان ابنُ الحضرميِّ حليفاً لِقُريش وهو أوَّلُ كافرٍ يقتله المسلمون.
تقبل الله صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامكم وضاعف لنا ولكم الأجر.
عز الدين بن ڭرَّاي بن أحمد يورَ