للتقدم فى العمر طعم جميل يشبه شعور الموظف الذي استوفى جميع مراحل تقدمه الذي يمنحه له قانون الوظيفة العمومية.!
مع كل تخطي عتبة عقد من سلسلة العمر تشعر بأنك أصبحت أكثر طمأنينة وثباتا؛ تنعم بسلام داخلي جميل يمنحك صلابة أمام هزات الحياة.
مساء أمس التقيت باوباما وهو إسم حركي لرفيق السكن الجامعي وصديق مدرجات الجامعة وعنصر فعال فى شلة الجامعة التى كانت تريد أن تغير الحياة فإذا بها اليوم لا نستطيع تغيير أنبوبة غاز البيت !.
ينحدر العزيز محمد ( اوبوما ) من مدينة تجكجة ؛ ذكي ومتعلم واجتماعي أصيل …شاب حباه الله بأخلاق جميلة وصفاء ود نادر ؛ طغت على محمد شهرته (اوباما )لتزامن تعارفنا فى جامعة نواكشوط مع صعود نجم أوباما الذي يشبهه كثيرا فى ملامحه وعشقه للانكليزية وخطابته .
استحضرنا نزرا من قصص الكفاح الطلابي وسألته عن مصائر شلتنا؛ حيث أن أغلبهم مازال يبحث عن أمان وظيفي ويقين حياتي يؤمنه من صروف الدهر .
تمنيت لهم جميعا النجاح والوصول وحين ودعته تأملت سريالية الحياة وعبثيتها المفرطة؛ وكيف تُجبرنا على سلك دروب غريبة؛ حيث قُد رلي أن التقي بصديق من أيام الجامعة التى مضى على سنينها عقد ونيف امام معرض حكومي لبيع الخضروات لم استطع أن أؤمن منه غير صفيحة بيض بائسة – رغم خسارتي لساعتين من وقتي – وقليل من الذكريات مع صديق جاء لنفس الغرض وربما لم يكن أحسن مني حظا فى التبضع فى كنف الحكومة.
غريبة هي الحياة
ومرتفع هو سعر البيض فى هذه المدينة البيضوية!!!.