هامش على أزمة البيض الحالية
باضَ يَبيض ، بِضْ ، بَيْضًا ، فهو بائض ، والمفعول مَبيضٌ به
باض بَوْضًا: حَسُن وجههُ بعد كَلَفٍ
باضت الدجاجة: ألقت بيضتها
باضت الأرض مع بداية فصل الربيع: أخرجت نباتها
باض السحاب: أنزل مطره
باض الحر : اشتد
باض بالمكان: أقام به ولزمه
باض العود: يبس
باض منه: هرب
باض القومَ: دخل حِماهم
باض فلانا: فاقه في بياض اللون
باض النعام به ـ أقام، لطول عهده بالأنيس، قال أبو المظفر الأبيوردي:
باضَ النَّعامُ على هاماتِهِم، وَهُمُ :: أَشْباهُهُ، والوَغى يَسْتَرْجِفُ اللِّمَما
ويقول محمدو ولد محمدي العلوي:
عَمّرتَ -عُمِّرتَ- من عهد الشريعة ما :: باضَ النعامُ بدورٍ منه أدراس
ويقال بيضة الديك للشيء يحدث مرة واحدة، حيث يزعمون أن الديك يبيض مرة واحدة في حياته، قال بشار بن برد مخاطبا حبيبته:
يا أَطيبَ الناس ريقاً غَيرَ مُختَبرٍ :: إِلّا شَهادَةَ أَطرافِ المَساويكِ
قَد زُرتِنا مَرَّةً في الدَهرِ وَاحِدَةً :: عودي، وَلا تَجعَليها (بَيضَةَ الديكِ)
ويقال في المثل: بيضة الولي كَهُوَ، وقال العلامة محمذن فال ولد متالي: الكاف زائدة، بيضة الولي هُوّ.
كَفاتِكٍ وَدُخولُ الكافِ مَنقَصَةٌ :: كَالشَمسِ قُلتُ وَما لِلشَمسِ أَمثالُ
لم يكن أهل المنتبذ يأكلون الدجاج ومن باب أحرى البيض !!
وذات مجاعة أكل أهل آتكور نسرا، فكانت بدعة من مستحدثات العادات الغذائية، فقال أهل آفطوك الساحلي:
أهل اسْنينِتْها واتْكورْ :: كالُ نسر ابْحَوْصالتُو
ؤ مدَّ كالت لحم انسورْ :: ما يبگَ شي ما كالتُو
ولم يلبث أهل الساحل أن أكلوا بيض الدجاج حتى صاح الديكة احتجاجا، فقال أهل آتكور:
ديك الساحل گال أوكْ كوكْ :: بِيهْ انْتَكْلتْ بياظتُو
ؤ مدَّ كالت بيظ ادْيُوكْ :: ما يبگَ شي ما كالتُو
ثم لم تلبث عادة أكل الدجاج والبيض أن استشرت حتى كان مما يؤخذ على الغواني في المدينة من جملة مآخذ، شرب لبن البوش وأكل لحم الديك، يقول الأديب شلال ولد ببانَ
ذِلِّ منهَ فأوجاد :: ماهِ كيفتْ لغياد
أحذگ وأگل أمراد :: منهم وأشد أحبِيك
ولا تورَ فالميعاد :: ولا توگف واتحانيـك
ولا تمرگ فم الحوش :: ولا توعد لبحرْ بيك
ولا تشرب لبن البوش :: ولا توكل (لحم الديك)
وتعتقد الناس أن الإكثار من أكل البيض يؤدي لجحوظ العينين، وكان لنا ونحن صبية في لكصر، صديق جاحظ العينين، كنا نسميه (صَيرّاطْ البيظ).
ويقولون إن البيض (يگبَظْ) ولگبيظْ حالة ذهنية تصيب المكثر من البيض واكضيم وامّنيجه، فيقال افلان گابظو البيظ وگابظتو امّنيجه، وهي حالة ذهنية كذلك تصيب العتاريس عند الإكثار من القمح، فيقال العتروس نَكدان گابظو الگمْحْ.
ويصف البظان البيض النيْءَ لعلاج فقر الدم ( الأنيميا)، و يستعمله الفنانون لتحسين أداء الحبال الصوتية، ويروى أن فنانا (إيگيوْ) وُصف له البيض النّيء لتحسين الصوت، وكان يتجرعه ولا يكاد يسيغه، ثم ما لبث أن استساغه بل أدمن عليه، وأصبح ينقر البيضة ويرشفها (رشفة واحدة) ثم يقول: الله ينسنخْ الديكه ما اتْلاتْ إدّيرْ شِي في البيظه !!
كامل الود