احتضن مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط، يوم الجمعة (22 مارس 2024)، اللقاء الثالث من الملتقى العلمي “رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية”، والذي عقدته الإيسيسكو بالتعاون مع مجموعة عقيلات السفراء العرب ورؤساء المنظمات الدولية المعتمدين لدى المملكة المغربية، وقدمت خلاله الدكتورة خديجة أبوزيد، أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط، محاضرة بعنوان: “العلاقات الإنسانية: معراج الأعمال الصالحة”، بحضور الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، ومجموعة من السفراء المعتمدين لدى المغرب، وعضوات مجموعة العقيلات، وجمهور عام.
وأشارت الدكتورة يسرى بنت حسين الجزائري، عضوة مجموعة العقيلات، في تقديمها العام إلى أن المحاضرة استكمال للقاءات السابقة، في محاولة لاستباق بعض نفحات شهر رمضان المبارك. واستعرضت آيات قرآنية وأحاديث نبوية تبرز مكانة وقيمة الحكمة في ديننا الحنيف وعلاقتها بتزكية النفوس، مبرزة أن التزكية تعد البيئة الحاضنة للحكمة، وأن الأخلاق هي المعراج الأساسي للوصول إلى هذه الفضيلة، التي لا تقتصر على كونها وسيلة للمعاملة بين الناس، بل هي وسم لكل جماعة.
وأكدت ضرورة الاهتمام بالجانب النفسي في بيئات العمل، لتحسين الإنتاجية وضمان استدامة الأعمال، موضحة أن علم النفس السلوكي أصبح من أهم الأولويات داخل المؤسسات التي تعتني بفرق العمل والتواصل الجيد بين الموظفين ومديريهم.
عقب ذلك بدأت محاضرة الدكتورة خديجة أبو زيد، التي استهلتها بالتأكيد أن الفقه في الدين الحنيف ينقسم إلى قسمين، الأول متعلق بالعبادات والثاني يخص المعاملات الإنسانية، وتطرقت إلى محورية العلاقات الزوجية وأهميتها باعتبارها أساسا للعلاقات الإنسانية، حيث إنها الخطوة الأولى لبناء الإنسان المتوازن، مشيرة إلى أن بناء الفرد يبدأ بتكوينه داخل الأسرة.
وأبرزت أهمية الصلاة في تزكية النفس البشرية وتهذيبها والتحكم في شهواتها، وضرورة تعليمها للأطفال منذ الصغر لدورها الحاسم في ترسيخ سلوك الالتزام وتعزيز الإحساس بالمسؤولية والانضباط، ما يجعل الصلاة حجر الأساس في البناء الإنساني.
واستعرضت الدكتورة خديجة محاور العلاقات الإنسانية في الدين الحنيف وفي مقدمتها الرحمة، وحكم العلاقات بالحسن والجمال، منوهة بقوة الكلمة في تأسيس هذه العلاقات واستمرارها، واختتمت محاضرتها بالتأكيد أن العلاقات الإنسانية مراتب تتنوع بين الصفح الجميل والصبر الجميل ثم الهجر الجميل.
وعقب المحاضرة تم فتح باب النقاش وتوجيه عدد من الأسئلة والاستفسارات، التي أجابت عنها الدكتورة خديجة أبوزيد.