كان المؤتمر ينعقد كل عام ونناقش خلاله مع الامير مالك المطبوعة برامج تطويرها ومشاكل المكاتب والمراسلين..
كان المؤتمر يعقد في لندن والعواصم العربية:
القاهرة، بيروت، عمان، الرباط، الدوحة، ابوظبي..
أشهد للامير خالد بأنه لم يتدخل قط في عملنا.. وأتذكر أنه وهو يقود الحرب في ” عاصفة الصحراء”، وزع تعميما يقول فيه إنه لاصلة لموقعه في الحرب بخط جريدة ” الحياة” وإنه عليها تغطية الحرب بتوازن..
وبالرغم من ذلك واجهت شخصيا والزميل العراقي عرفان رشيد المراسل في روما بعض المشاكل في تغطية الاخبار التي تفرض أحيانا نقل كلمات مثل” الخنزير ” فلان ، و”العملاء” السعوديون”..
طُرِح مشكلنا فعُرِض علينا استمرار الراتب مع التقليل من التغطية..
كان الزميل عرفان رشيد عراقيا وطنيا يرفض الحرب على بلاده.. وكنت معروفا بصفتي داعما للعراق من منطلق قومي بعيدا عن المهنة، ولم أكن أقبل أقل من تغطياتي الحرب لـ”بي بي سي”…
أسجل للامير موقفا جيدا آخر خلال أزمة لي مع الحكومة الموريتانية حينما كتبت الى بي بي سي والحياة أني ممنوع من العمل..
ردت الحياة برسالة معناها ان الشيخ بكاي خدم موريتانيا، ويقوم بعمله على أكمل وجه، ولن تتخلى عنه الجريدة؛ وهو افضل للحكومة داخل البلاد لاخارجها…
وموقف الامير كان اتصال أحد مساعديه بي مطمئنا على استمرار راتبي مهما وقع .. والتكفل باسرتي في حال حدث لي شيء…
التقطت لي هذه الصورة في مؤتمر القاهرة الذي سمعت فيه كلاما عني يمنع التواضع و” الترشة” أن أورده..
كانت “الحياة” مشروعا عربيا عملاقا لايقارن إلا بكبريات الصحف الدولية.. كانت في مستوى “لوموند” و “واشنتن بوست”، وكانت مصدرا مهما للصحافة الغربية…
أعتقد أن إغلاقها يعد هزيمة عربية…