لا نريد كجيران للسنغال أن تكون المكنسة التى دخل بها الرئيس الفائز الحملة الانتخابية ، ترمز فقط إلى العمل و تطهير السنغال من الفساد الذى يعانى منه منذ سنوات ، بل وايضا أن تكون أداة فعلية لتنظيف دماغه من تلك التصريحات العدائية التى أدلى بها قادة المعارضة فى حزب ” باستيف ” الذى رشحه ، ومنهم شريكه فى الحكم السبد سونوغو رئيس الحزب.
فقبل عشرات السنوات تنامت مشاعر عداء واضحة لبلادنا ، من قادة المعارضة السنغالية ، كلما اقترب موعد أي استحقاق انتخابي , مشكلة موجة عملاقة ، كادت أن تجتاح باقى فئات و طبقات الشعب السنغالي ، وكأنها وصفة سحرية للفوز بمقعد الرئاسة فى بلد يعتبر أكثر البلدان الإفريقية استقرارا سياسيا و أمنيا ،
و قبل أسابيع فقط أدلى بعض قادة الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والاخوة “,باستيف”, ومنهم الشريك فى النضال و الحكم لساكن القصر الرئاسي الجديد ، بإمكانية إعادة النظر فى الاتفاقيات الثنائية مع بلادنا ، وخاصة فيما يتعلق باستغلال حقول النفط والغاز المشتركة ، زاعمين أن بعضها يحق لهم استغلاله بالكامل ، لانه – حسب زعمهم- يقع فى جزء حيوي داخل حوزتهم الترابية ،و أنه جزء من السيادة الوطنية ،
مثل هذه التصريحات لا تؤخذ هنا عادة بجدية ..فنحن بلدين وحدتنا الجغرافيا ، وشعبين ، تربطنا علاقات ضاربة فى عمق التاريخ . ولدينا من العوامل المشتركة التى تجمعنا لا أن تفرقنا . لكنها أيضا وهذا هو الأهم ، لا تساعد فى تسهيل مهمتهم فى تحقيق الوعود الكبيرة التى وعدوا بها الشعب السنغالي فى برنامجهم الغني مثل : القضاء على البطالة و محاربة التضخم ، وإعادة توزيع الثروة ، وخاصة انشاء عملة وطنية ، تمهيدا للانسحاب من مجموعة الفرنك الافريقي FCFA. وقضايا أخرى من صميم اهتمامات السنغاليين ، كارساء نظام ديموقراطي فريد فى القارة .
لكن ، مثل ما باركنا من القلب للشعب السنغالي انتخابه لرئيسه فى ظروف هادئة ، و نجاحه فى تجاوز خلافاته الداخلية التى كادت أن تعصف بالساحة السياسية وتمزق النسيج الوطني ، إلا أننا نذكر القادة الجدد أننا لم ننسى ، ولن ننسى تلك التصريحات ، التى نتمنى أن تكون لمجرد الدعاية الانتخابية فحسب .!