لقد سبق وأن ناقشنا بعض أهل تكانت في نسبة هذه الطلعة موضوع التأملات اليوم، وكان ذلك على فترات وفي عدة مرات، كان آخرها نقاش رقمي – سبراني – وعلى حسابي الشخصي في الفيس بوك أكتوبر 2015، وكانت التعاليق في جلها ملتزمة بالحديث عن نسبة الطلعه، لا عن خصائصها الفنية وصورها الشعرية وجمالياتها وليس هذا ماكنت آمله من نشري لتلك القصيدة الاستثناء.
القصيدة الاستثناء في شهرتها في وسطها الضيق قبل زمن النقل عبر الأثير، وان تعلق بها واستعذبها الكثير من الناطقين بالحسانية مع اتساع حيز الحسانية الجغرافي، ولكنها راجت كثيرا خارج تكانت أيما رواج حين غناها سلطان الطرب سيداتي ولد آب وأشقائه الشيخ وسدوم وأبناء العائلة. القصيدة الاستثناء كذلك في قوة الترافع في ثبات نسبها، فلا علم لي بنص شعري حساني في تكانت – ولأكثر من قرن ونصف – لم تحسم نسبته عند عامة الناس ولا حتى خاصتها.
اليوم سنكتفي بتحقيقي الشخصي لنسبة الطلعة ،أي بما كنت كتبت في نقاش 2015،فليكن مدخلا الى التأملات ….
والله يمول التليت
مانعرف وكر أمتن ليعات
من حاسى دركل واكدرنيت
بل أمصبو فأحسي أبات
ولل كيفو تلياعو زين
تصويبت بطحت تلمدين
أعل نخل الرشيد أمنين
أشرع فالطارف بوزرات
حازو لحكاف الكبليين
أعل فم البطحه وأجبات
تتمش ساحل مشي أهجين
تعواج وتسكم مرات…
——————
الشاعر:سيدي ولد أطفيل الركابي الكنتي .توفى 1890 م تقريبا
وصلتني رسائل علي الخاص فالفيس بوك ،بعد نشري لهذه (الطلعه )أمس ،بنسبتها الي الشاعر المرحوم سيدي ولد أطفيل الركابي الكنتي ،تجزم تلك الرسائل -وتؤيدها الكثير من الروايات المحلية الموثوقة- بنسبة الطلعه للمرحوم سيدى الأمين ولد ودادي البوبكري الكنتي.
بعض التعاليق علي المنشور ،من المهتمين بالشأن الثقافي من أهل المنطقة ،كذلك سارت في ذلك الاتجاه .
ولا شك أن التواتر في الرواية حجة وحجة قوية أيضا،سيما اذا كانت روايات من ثقات ومهتمين بالموروث الثقافي أمناء .
الا أن وجود طلعه تعارض الطلعه موضوع النزاع ،والمعارضة الشعرية جنس أدبي معروف في الثقافة العربية والحسانية (أكطاع لرض – أهل شنقيطى وأهل سهوت تكانت)،ومحققة النسبة الي علم من أعلام المنطقة وشاعر فذ ،هو الشاعر الكبير:ددى ولد الخليفه ولد أحمد ددى البوبكري الكنتي،سيؤثر حتما في يقينية نسبة الطلعه سلبا لسيدى الأمين ولد ودادي .
قال الشاعر الكبير:ددى ولد الخليفه البوبكري الكنتي معارضا الطلعه أعلاه:
وكرك يسيدي ماه شين
ونظمكلو كاع أفبدعك زين
غير اللى بيه أتقر العين
وابصرها يكان أعمات
وكفت زيرت بكار الشين
أعل شرك الخرفانيات
وأتكابيل العظم لثنين
لعظم بوطلح أبو تمات
وأمجى لمقيس بأستهوين
يعكب يقطع بيه الوعرات
وأملاكه لقطوعه فمنين
جاو الكثيره واتكنزات
والله يمول التليت…..
ملاحظات مهمة:
أ- عن الطلعتين :
1: وحدة البت والروي والموضوع والأسلوب الشعري:الطلعتين من( بت ) لبتيت التام،و(رويهم )واحد أيضا والموضوع واحد”فيش لرض”والأسلوب من مشكاة واحدة.
2 :الطلعه الثانية تستأنس لا شك بالأولي وترد عليها.
3 :الطلعه الثانية تخاطب صاحب الطلعه الأولى حتما وتفصح عن اسمه ي”سيدى “.
ب – عن أصحاب الطلعتين:
1 : بعد تعرفنا علي هويات الشعراء الثلاثة وقرابتهم ،ددى صاحب الطلعه الأخيرة وسيدى أو سيدى الأمين (الطلعه الأولى) ،واثباتنا لمعارضة طلعة ددي لسابقتها موضوع الخلاف ،نقر بأن ددى يخاطب بداهة من يعرف لا من لايعرف ،لذا فلا شك أن صاحب الطلعه الأولى اسمه :سيدي .
2 :سيدى الأمين ولد ودادى يكنى “ملالى” ،وهي كنية سميه وحفيده امام جامع الرشيد ملالي ولد محمد عبد الله (الداه) ولد سيدى الأمين (ملالي) وليس سيدي ولد ودادي ،رحمهما الله.
3 : أنصار نسبة (الطلعه ) الأولى لسيد الأمين ولد ودادي يقولون بعجز الشاعر الكبير ددي ولد الخليفة ، حين خاطب سيدى الأمين ب”يسيدي ” اختصارا وضعفا منه عن وزن سيد لمين أو حتي كنيته ملالي في لبتيت التام ،وهذا لعمري ما لا يقول به من يعرف شعر الرجل الفحل وشعر مدرسة أهل “أحريكفت تكانت “عامة وددي خاصة،ولم يصاحب لبتيت كثيرا لينهل من معين أسراره .
نتيجة:
اذا كنتيجة لما تقدم نسبة الطلعة لسيدي ولد أطفيل تقنعني شخصيا وأقول بها
وهي قتاعة أخذت مني أكثر من عشرين سنة من البحث الجاد والموضوعي ،الا أني لا أخفيكم أني لا أنتظر أن تؤثر نتيجة بحثي تلك في الكثير من الذين يقولون بالنسبة الثانية للطلعة ولا يفسد ذلك للود قضية.