ورغم كل تدخلات العالم الأول اتجاه محرومي العالم الثالث…ورغم برامج اليونسيف؛ وكل منظمات الأمم المتحدة المكلفة بالتنمية وحقوق الإنسان وغوث اللاجئين هاهي هذه الصغيرة تنام فى مدخل شقق سكنية؛ تبحث فى بلاط بارد عن دفء فى ليلة شتوية من رمضان!!.
التقطت هذه الصورة أمس الجمعة حين همت بالخروج الى العمل؛ هالني منظر الفتاة التى لم تتجاوز عامها الثامن وهي تنام على بلاط بارد وتضع أحذيتها بقربها.
وبعد مرور اربعة عشر ساعة وجدت الصغيرة قد عادت الى مكانها الذي اعتادت النوم فبه.
لقد استسلمت الصغيرة للتعب ؛ بسبب الجري بين إشارات مرور العاصمة التى لا ترحم .
فكرت كيف يمكن أن اخفف عنها قساوة الحياة …لكني فكرت فى التبعات القانونية لايوائها فى حالة أصابها مكروه !.
اكتفيت بتقديم فراش وغطاء وقنينة لبن وماء و معجنات وأيقظتها لتنام على فراشها الجديد.
سألتها عن اسمها و عن أمها ؟
قالت لي يصوت مرتعش :
عيشة
وأضافت أمي تنام فى العراء كل ليلة قرب ملتقى مدريد !!
وبسبب ضعف استيعابها لفهم الحسانية اوقفت أسئلتي
واكتفيت بنظرتها الزائغة الخائفة من خطر قد يداهما فى اي لحظة.
واتفقت مع الصغيرة أن تودعني فراشها وغطائها ووسادتها كل يوم بعد استيقاظها ؛ على أن تعود اليها عند نهاية دوامها الشاق عند تقاطع الخارجية!!
خلفت كارثة انهيار الشمال المالي مآسي حياتية كبيرة على حياة آلاف أطفال شعب طوارق آزواد؛ حيث استقبل مخيم امبره وحده فى موريتانيا ازيد من 150 الف لاجئ؛ حسب بعض التقديرات .
تمنح الاتفاقيات الدولية للاجئين والنازحين والمهجرين حقوقا ملزمة للدول الموقعة على هذه الاتفاقيات
وتبذل موريتانيا جهودا معتبرة فى هذا المجال؛ غير أن التساهل مع مئات النازحين المالين الذين يمارسون التسول فى شوارع العاصمة وبعض كبريات مدن الداخل قد يعرضهم للخطر خاصة الأطفال وكبار السن .