شوق جارف يأخذني إلى النيملان وتجاعيد امرأة مقدسة حصنتني بتعاويذ وذكريات الصفية ، وشوقي إلى تجكجة ممتد كالمسافات بيننا، ولأنه لا عبرة بالكلمات والمسافة أمام حجم الشعور أردت اخبارك أن مولود حبنا يأبى الفطام وأن الذكريات شابت وأن يداي مصرة على استقبالك وبأن صوتك محفوظ في داخلي بعيد جدا عن متناول النسيان
فسر قلقي كما تشاء، خوفي الذي يشبه خوف الأمهات، الرجفة التي تصيبني حين يتربص بك القلق وحين تقترب يد النهاية من سحبك مني
أحبك جدا ولا شأن لي بالعرف هنا، فالجرائم الأدبية لا تبرر، وأنت جرم أدبي اقترفته يوم قررت الوقوع في شباكك والاقتراب منك أكثر
مالذي يمكنني شرحه وأنا أمامك مثل شمس الصيف كل الأمور واضحة حين يتعلق الأمر بك، ويالله كم أحب عذاباتي منك، عنادك واستمرارك في السير بعيدا عني وركضي خلفك لأنك تجري في أعماقي كدم وراثي لا أستطيع التخلص منه
أنظر كم نبدو غريبان لا شيء يجمعنا سوى شعور قررنا الحفاظ عليه رغم المتاهة، سوى حب طفولي يأبى الكبر
دعني أكبر معك وأخبرك في الشتاءات القادمة كيف يتحول الشتاء إلى صيف فقط لأنك لست بقربي
دعني أخبرك عن الوصفات النفسية التي تشبه حضورك ،عن الليالي التي لا أنظر إلى السماء فيها فقط لأن نجما يخصني غاب
عن المفردات التي تخطو نحوي ولكني أود صوتك، عن كل الرجال الذين تعاملت بوقاحة معهم فقط لأن لا أحدا منهم يحمل رائحتك
عن ضيوفي الذين أهملتهم في جلسة التفكير بك، عن صديقاتي اللواتي توقفت عن اخبارهم عنك لتبقى لي وحدي
في الشتاء القادم حين تكون بجانبي سأقول لك إن حمام زنوبيا لم يعد ساخنا وأن النهر توقف عن الجريان ولن أقوم بالقراءة أمامك مجددا سأكتفي بمطالعة ملامحك لأنها كتابي المقدس
مستقبلا إذا جمعنا القدر تحت سقف واحد سأقول لك إنك كل الأمنيات التي على مقاسي وأني توقفت عن طلب الممكن بعد حصولي على المستحيل
في القادم سأحبك أكثر من نفسي، وفي الشتاء القادم سوف أرسل لك الكثير من الدفء من خلال الأغاني وسأقول لك إن البيت بارد جدا وأنك المدفأة الوحيدة التي أنقذتني من رجفة الشوق
سأحبك كلما نفد الشعور ، وسأبدأ معك في كل مرة ننتهي فيها
لن تختفي لهفة البدايات مجددا سأخترعها من ذاكرتي الثرية بك
أتمنى أن تصلك الرسالة باكرا ، البلد مشغول بذكرى الاستقلال وأنت مشغول أيضا