54
منذ عقود هكذا شبه الكاتب والشاعر محمد الماغوط الأمة العربية حيث قال :
الأمة العربية في واقع الحال، لا تشبه إلا سيارة باص ريفية هرمة طراز الأربعينات أو الخمسينات،
مخلخلة الدواليب،
مرقعة الإطارات،
متآكلة الطلاء،
مخّلعة الأبواب،
ممزقة المقاعد،
بلا مكابح أو اطار احتياطي،
أو قطع غيار،
وبلا مصابيح أمامية أو خلفية وبدون لوحة ،
والسائق بدون رخصة .
وركابها يتكدسون فوق بعضهم البعض على المقاعد وبينها، وعلى السطح
والرفاريف وعلى المؤخرة وغطاء المحرك ، وهم يهزجون ويمرحون ويلوحون للمارة بحرارة،وهي تترنح بهم ذات اليمين وذات الشمال
على طريق جبلية وعرة بين الصخور الناتئة والوديان السحيقة
نحو هاوية لا يعلم إلا الله قرارها .
ومع ذلك كتب على مقدمتها ومؤخرتها وعلى جميع جوانبها :
( عين الحسود فيها عود)