أقريني أمينوه .
وحين انتظرتك اليوم؛ لأتقاسم معك أفراح وأتراح حصيلة سنة توشك على الرحيل؛ انتبهت متأخرا أنك لم تعد بيننا؛ تشاطرنا انشطارنا اليومي على الذبيحة المستباحة… على المعنى المُسجى على خارطة وطن ينهشه أنصاف المتعلمين…باعة الزيف؛ أدعياء الشرف!!!
حين رحل أستاذي؛ وأخي العميد محمد فال عمير؛ لم يعد أحد يُنبهني على مجازري اللغوية؛ وحماقاتي الفردية… لم يعد أحد يملك من الوقت والتجربة والحصافة ما يُمكنه من استكناه زوايا معالجاتي الصحفية؛ ولم يعد أحد يهتم بقصصي عن الألم والأمل في بلدي …. شاكرا حسن استهلال أو ناصحا عن عدم تكرار ضعف تخلص!!
رحل رفيق الشباب …مساعدهم الأول.. الساعي لحل مشاكلَ يعتقدون لضآلة تجاربهم أنها نهاية العالم؛ بينما يضحك هو من بساطتها ويحلها بمكالمة بسيطة من هاتفه المُسخر لتحديات صغار المحررين وضحايا المواقف الحدية في زمن مراجعة المواقف من القضايا العادلة.
برحيل عمير تيتم طابور من صحافة الهامش؛ بسطاء المهنة هائمون على وجوههم دون اهتمام من عميد ينهل من امتيازات لحظات العمر الأخيرة!
رحمة الله على روح احبت مهنة تُمتهن كل يوم في غير ما اراد أحد روادها؛ في هذا البلد المفجوع منذ أن ترجل آخر فرسان سدنة الحرف في موريتانيا.
رحمة الله على محمد فال عمير المُحب والمؤمن بكل موريتانيا