يتكئ الإعلامي ماهر عبد العزيز ـ وهو مدير سابق لراديو مصر ذائعة الصيت في القاهرة وكبريات المدن المصرية ـ على خبرة تجاوزت ثلاثة عقود ونيف؛ قضاها مذيعا في الإذاعة المصرية ومحاورا لشخصيات دولية هامة في السياسة والثقافة والشأن العام المحلي والدولي.
” قبس الإخباري” التقي بالإعلامي المخضرم في القاهرة؛ في مصر الجديدة وفتح لنا قلبه وذاكرته المترعة بمئات القصص هي حصاد عمر من الحوارات الاذاعية الماتعة.
.جال الإعلامي المصري القدير في ذكرياته وحياته المهنية مع صاحبة ميكروفون الاذاعة المصرية ومن تلافيف الذاكرة استدعى الأستاذ ماهر ذكرياته مع نيلسون مانديلا ووديع الصافي وعمر الشريف وغيرهم الكثير؛ كما تحدث عن موريتانيا وعن علاقته بالصحفيين الموريتانيين الذين سمحت له مسؤولياته الإدارية بالتعرف عليهم؛ خلال فترة عمله باتحاد الصحفيين الإفريقيين؛ الذي يقع مقره في القاهرة؛ وكان الأستاذ ماهر يُشارك في إعداد دورات تكوينية موجهة للشباب الصحفيين في القارة الإفريقية؛ وشارك فيها عشرات الصحفيين الموريتانيين منذ إنشاء الاتحاد مطلع تسعينيات القرن الماضي .
في حديثه مع “قبس الإخباري”، يروي الإعلامي المصري الكبير ماهر عبدالعزيز، مستشار رئيس الهيئة الوطنية للإعلام السابق و مدير عام راديو مصر، كيف عرف موريتانيا من “بلاد المليون شاعر”، قبل أن يلتقي بالموريتانيين في جامعة الأزهر؛ التي تخرج منها في قسم اللغة السواحلية.
تحدث عبد العزيز عن تجربته المهنية التي امتدت 37 عامًا، مستحضرًا أبرز لقاءاته مع شخصيات تاريخية، منها نيلسون مانديلا بعد خروجه من السجن، وبطرس غالي وزير خارجية مصر والأمين العام للأمم المتحدة، الذي أجرى معه مقابلات منتظمة من عام 1986 حتى وفاته.
يصف عبد العزيز مقابلته مع الأديب المصري نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل بأنها من أمتع اللقاءات الثقافية في مسيرته. وسجل أيضًا لقاءات مع نجوم مثل عمر الشريف، ياسر عرفات، الشيخ الشعراوي، وشخصيات بارزة اهمهم رؤساء دول حوض النيل باللغة السواحيلية و السيد عمرو موسى وزير خارجية مصر و الامين العام السابق للجامعة العربية و مثل الفنان السوري دريد لحام و الفنان هاني شاكر و الاذاعي الاشهر الاستاذ احمد سعيد مؤسس اذاعة صوت العرب و المفكر الكبير انيس منصور و الاثري الاشهر الدكتور زاهي حواس وكان اكبر تكريم ان اختارته الدولة كاول رئيس لمجلس ادارة شركة راديو النيل التي اساستها الدولة لادارة التردادت الاذاعية .
ويرى عبدالعزيز أن الصحافة المعاصرة محظوظة بالتكنولوجيا، في حين كان جيل الإذاعة محظوظًا بالإذاعة ذاتها التي عززت فيه قوة التفكير، رغم ما يعتبره “سطحية الثقافة” في العصر الجديد مقارنة بالقديم.
وأشار عبدالعزيز إلى أن” وسائل التواصل الاجتماعي قد فصلت العالم وأثرت في العلاقات. وكمثال على ذلك، يرى أن الإعلام ضخّم مسألة عدم قدوم اللاعب محمد صلاح إلى موريتانيا، رغم أنها كانت مسألة تفاوض بين مدربي ليفربول والمنتخب المصري”.
ينصح عبدالعزيز المذيعين الشباب بالاستماع للموسيقى بتمعن، والبحث في الألحان، والقراءة في تاريخ وطنهم وثقافته قبل الانفتاح على ثقافات العالم، مؤكدًا أن فهم الثقافة الوطنية يمنح الإعلامي قوة وتأثيرًا أكبر.
وعن موريتانيا يقول الإعلامي ماهر؛ أتمنى زيارة هذا البلد العربي الإفريقي للتعرف عن قرب عن تجربته في مجال الإعلام؛ التي أتابعها بفضل صداقات تربطني بصحفيين وإعلاميين من بلد المليون شاعر.
وهي مناسبة لأوجه تحياتي وأشواقي لكل الصحفيين الذين تعرفت عليهم في دورات اتحاد الصحفيين الإفريقيين بالقاهرة؛ وأذكر منهم الصحفي سيد محمد أجيون الذي تربطني به علاقات خاصة .
يختم عبدالعزيز حواره مع ” قبس الإخباري” بسرد قصة طريفة حول صورة نشرها على وسائل التواصل بعنوان “الفطار أحلى مع ماهر” بعد أن جرب الإفطار في الخارج لأول مرة. انتشرت الصورة سريعًا، وأصبحت “ترند” في مصر، وأخذ أصدقاؤه يتوافدون عليه كل صباح جمعة للإفطار