موحش جدا، خلاف حضورك المؤنس، يارئيس القوم، سادن اجتماعهم ومؤسس عمرانهم الجديد.. كم كان مجرد ذكر اسمك هيبة ووقارا. وفعل خير وإحسان متعدي إلى مفاعيل بعدد نسمات أكبر قبائل الصحراء،!! كم كنت لمن طلب المعالي قدوة، وعلى السمو شاهدا ، بل علم في رأسه نار.!! لقد عشت عزيزا، ومت كما عشت رافع الهامة، متماسك الخطى واثقها، لا سلطان إلا لله عليك..لكن بالله عليك، ما لرقمك الصعب في الحياة يبقى هو ذاته بعد أن رحت إلى مثواك الأخير؟!!، ما للغة في نعيك بالذي أنت أهله، قعيدة ..عاجزة عن الحركة، كأنما أصابها الرزء في الصميم أو كأنما المصاب هدها من الأعماق.؟! هل شلت هي الأخرى؟! لست أدري كيف لم تنهض لي لغتي في حقك غداة رحيلك بما كانت تجود به كلما أفل كوكب من كواكب الفضل السيارة فيي دنيا النكد هذه، ألأنك شمس في عالم الكبار وغيرك من ذات العالم كواكب، إذا أفلت، أفل كل جميل، منزله ذرى العلياء بالمقامات العلية،،؟! ام لأن لغة الكلام إنما هي في الأصل ، رسوم تعبيرية محدودة الطاقة والمجال، خلاف لغة الصمت في بعض المواقف؟! ربما لأن سينفونيتي الصامتة فيك نعتك بما لا قبل لكل شعر الدنيا ونثرها الصائتين به، خبا الصوت في نعيك وسكنت الحروف، من قال أيضا أن الحروف الساكنة ليست أقوى دلالة و أبلغ تعبيرا من الحروف المتحركة عندما يتعلق الأمر بنعي فارس مثلك، ترجل دون سابق إنذار؟
نعرف أن الموت يعتام الكرام، عادة فيه مضطردة وشنشنة عنه معروفة ، وفي ذلك عزاء لنا وأن العادة أن يعزي الغريب القريب، أما أن يحصل العكس فذاك خرم للقاعدة لم نره إلا في حالتك، فلعله عزاء ٱخر
كم شهد بفضلك البعيد قبل القريب، وذكرك بإحسان الشانئ قبل الصديق، كم انهمرت لموتك دموع وكم تجمدت أخرى من هول المصاب الزلزال في المٱقي..والكل في المأتم سواء
يعلم الله أننا يا سيداحمد ، لفراقك لمحزونون ، وأن القلوب منا لتحزن والعيون لتدمع ، لكننا لا تقول إلا ما يرضي الرب, رضينا بحكمه وقضائه ..ولا نزكي عليه أحدا، ..
رحمات ربي تترى على روحك الطاهرة…
شملك الله بعفوه ومغفرته وأنزلك الجنة، وأبقى البركة في عقيك الكريم، إلى يوم الدين
” إنا لله وإنا إليه راجعون”