اذا كان جَحْدَر بن مالكٍ اليمامي قد خلد محنته ليلة حكم الحجاج عليه بقوله:”انا قاذفون بك في حائر فيه أسد عاقر ضار فان هو قتلك كفانا مؤنتك ،وان أنت قتلته خلينا سبيلك”.
اذا كان خلد تلك المحنة شعرا رقيقا ،وهو يقضي ليلته الأخيرة في سجن الحجاج بعيدا عن من يحبهم باليمامة من أرض اليمن السعيد،ورغم مصيره الأليم الذي ينتظره بعد أفول هلال تلك الليلة الطويلة وطلوع نهار غده.
أبى الشاعر في نفس جَحْدَر الحزينة الا أن يوظف المحنة شعرا ويحول الألم أملا ،فيرى التدانى فيما يجمعهما وان كان الليل والنهار ،وكأنه ليس ليل سجن الحجاج ونهار بطن الأسد الضار ،فقال البيتين الأشهرمن قصيدته الطويلة.
قال جَحْدَر بن مالكٍ اليمامي:
أَلَيْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُ أُمَّ عَمْرٍو * وَإِيَّانَا فَذَاكَ بِنَا تَدَانِي
بَلَى وَتَرَى الهِلَالَ كَمَا أَرَاهُ * وَيَعْلُوهَا النَّهَارُ كَمَا عَلَانِي
اذا كان جَحْدَر اذا خلد محنته شعرا فان سيداتي ول الشيخ احمد الهيبة ولد الشيخ ماء العينين ،خلد عفته وعفة محبوبته شعرا رقيقا كذلك ،الا أن الأخير تقاسم مع محبوبته وهي في خدرها (غلكتها) شمس زمانه وهلال سماعه ،واجتمع بها أثيريا في سماعهما لصوت الفنان الكبير سيداتى ولد ألفا ولد ءابه عبر الراديو ،في ليلة غزلية نادرة ،من ليالى نهاية خميسنيات وبداية ستينسات القرن الماضي .
قال سيداتي ول الشيخ احمد لهيبة ولد الشيخ ماء العينين:
ول ألف سيداتى نبغيه / ماه كيفت عندى خاطيه
ؤكيفي حد أوخر عالم بيه /مانى محتاج أعل كولو
نعرف عنو هولو يلهيه / و انا لاهيني لهو لو
و تصناتي للهول امن البعد / عكب الليل و تصناتو لو
ذاك امالو ملكه ما عند / فيه الكراظ اللي يكولو
رحم الله ا ابن مالك وابن الشيخ احمد الهيبة و الوالد سيداتى ولدءابه.