وليس في أكل قربانٍ تقبله :: ربُّ الورى من تقيٍ منفقٍ عارُ
لم يكن العلامة المؤرخ المختار ولد حامد رحمه الله نهضويا، لكنه لم يكن ضد النهضة ولا ناقدا لنهجها ولا لنهج الوفاق (حزب الزعيم أحمدو ولد حرمة) قبلها، يقول:
لست بناهض ولا ناقض :: أو ناقد أمر الفتى الناهض
واسطة ما بين هذا وذا :: فلست بالبكر ولا الفارض
كان المختار ولد حامد فعلا من أنصار (حزب الاتحاد التقدمي الموريتاني) وأحد مؤسسيه، لكنه لم يكن ضد الوفاق، وإن كان أهل الاتحاد التقدمي يريدون إبعاد الناس عن الزعيم أحمدو ولد حرمة.
في سنة 1956 احترقت دار رجل الأعمال محمد فال ولد الشيباني السمسدي، في روصو، وكانت دارا عامرة لرجل منفق كريم، فقد كان أول من أنشأ مدجنة وطنية وفرت الدجاج والبيض بأسعار رخيصة ووظفت اليد الوطنية، وأنفق منها ابتغاء وجه الله، فكانت سيارات شركة (الشيباني للدواجن) تجوب القرى والحواضر توزع البيض والدجاج مجانا على المحتاجين.
وكان محمد فال رحمه الله من كبار رجال حزب الوفاق وأنصار حزب النهضة.
وحين سمع الناس بذلك الحريق المهول انثالوا على صاحب الدار مواسين جماعات و وحدانا من كل حدب ينسلون ..
حدّث صاحب الدار محمد فال ولد الشيباني رحمه الله قال:
من ضمن من جاءني مواسيا الزعيم أحمدو ولد حرمة وتزامن مجيئه مع ورود قطعة شعرية بعث بها المختار ولد حامد مواسيا، قرأتها على أحمدو ولد حرمة فأعجبته أيما إعجاب وقال لي:
هذه القطعة من أجمل ما قيل في المواساة، ومن أجمل ما سمعت من الشعر،..
فقال محمد فال مداعبا: الحق ما شهدت به الأعداء في إشارة للاختلاف السياسي.
وقطعة المختار ولد حامدٌ، هي:
إن تأكل النارُ تلك الدارَ فالعارُ :: لم يأكل الدارَ لاشطّت بها الدارُ
دار بها المجدُ مرفوعٌ منائره :: كأنها عَلمٌ في رأسه نارُ
لم يحمِ سورُك ذاك العَرضَ منفتحا :: والعِرضَ منكسرا تحميه أسوار
وليس في أكل قربانٍ تقبله :: ربُّ الورى من تقيٍ منفقٍ عارُ
لم تأكلي عُشرَ ما قد كان يأكله :: في الدار جارٌ ومسكين وزوار
يا نارُ كوني على دار نزلت بها :: بردا، وكوني سلاما أيها النارُ
الصورة مأخوذة من صفحة الأخ الإعلامي الكبير Mohamed Abdallah Memine
كامل الود