لقاء رمضاني ماتع مع دكاترة الجيل
فى مساء رمضاني جميل جاد علي الزمان بلقاء صديقين نادرين فى زمن التفاهة هذا.
أما الأول فهو ابن توجنين البار وسفير الوطن الى المعنى ( وصف شللي نُطلقه محليا على توجنين ) الدكتور أحمد سالم عابدين ؛ هذا الصديق يرتبط فى ذهني بجمال البدايات ومتعة تسلق جبال الواقع؛ حيث دخلنا فى يوم واحد ابتدائية توجنين لنواصل الطريق الذي مهدناه بصدق النيات وذللناه بحتمية الوصول؛ حتى تخرجنا فى يوم من يوليو ساخن قبل سنوات من جامعة نواكشوط الطيبة كابتسامة محاسب كلية العلوم القانونية والاقتصادية.
لم يتغير الدكتور أحمد سالم طيلة ثلاثين عاما؛ كان هو نفس الطفل الذي يحب الكتب والدفاتر والأناشيد والمحفوظات؛ ذلك الحب الذي دفعه لاحقا لاستكشاف ثقافة وطنه؛ لدرجة أنه راكم منحته السنوية أيام الجامعة ليتسنى له زيارة قبري الكفي ولد بوسيف والشيخ سيد أحمد البكاي ولد عو لإيمانه بمحوريتيهما فى تشكل الثقافة الحسانية فى هذا الفضاء الصحراوي.
ينحت عابدين من الكلام اليومي دررا مطرزة ببديع الفلسفة الخالية من تعقيد المناهج التعليمية؛ ويتمتع بروح فنان يضع قناع دكتور علم اجتماع لكي لايفقد وقاره الأكاديمي
واصل ولد عابدين – الذي حصل على متريز من قسم الفلسفة فى كلية الآداب والعلوم الإنسانية موازاة مع شهادته القانونية – دراساته الأكاديمية ولكن هذه المرة فى مجال علم يحبه منذ نعومة أظافره؛ حيث حصل على الدكتوراه فى علم الاجتماع من الجامعات التونسية؛ وهو إطار فى الدولة الموريتانية مُغيب عن التعيينات لأسباب مجهولة.
تحياتي له وهو يبحث عن المعنى فى وجوه سكان الحي الإداري والعسكري . ويُشخص أمراض مجتمعه بصبر خياط فى سوق توجنين .
أما جليسي الآخر فهو تاج شباب الحوض الشرقي وزينة دكاترته؛ أستاذ المنطق فى المدرسة العليا للتعليم فى نواكشوط؛ وأقدر من عرفت من جيلي على الغوص فى العلوم الانسانية والتاريخ السوسيولوجي لشعوب الصحراء الكبرى؛ إنه الدكتور سيدينا سيداتي
تعرفت عليه عن طريق أحمد سالم ولد عابدين فى العام 2006 فى مقهى حبيبب بكلية الآداب فى جامعة نواكشوط …راوية للشعر الموريتاني بشقيه الفصيح والعامي ومتواضع حد الزهد وضليع بمعضلاتنا الحياتية
عاشق التيدينت والعارف بمداخلها خريج تونس المتبتل فى محراب جمالها متحدث لبق وخبير بتحويل العادي الى قطع إدهاش تُمنح لك بود أصيل.
تحياتي للعزيزين أحمد سالم وسيدينا وأتمنى أن تحظيا بما تستحقان على هذه الأرض.
- الصورة من لقاء قديم نسبيا مع الخلطه لثنين فى تونس.