يقول أخي الكريم الأستاذ: النبهاني ولد أمغر حفظه الله ورعاه:
مرة كان الفتى الفطن، والشاعر المتمكن، سيديا ولد هدار في إقامته الشتوية بــ “اندر” في ضيافة صديقه الترجمان (البظاني) دُودُ سكْ، كان “اندر” بهيا بهيجا ساعتها، وقبلة لأرباب الأدب والسياسة، وكانت مرابع أهل محمل أعمر على مرمى حجر في “ابْسَيْنُو” و “التاكلالت”.
وذات يوم طرق دودُ سك باب سيديا في عجلة من أمره وقال له: إن الأمير احمد ولد الديد في طريقه إلى “اندر” على متن سفينة لتوقيع اتفاق مع الفرنسيين، وأريد منك أن تستقبله بشعر تذكر فيه أنه أمير وأنه “أمجار” وتذكر فيه السفينة. وفي الأثناء قدم عليه أحد معاونيه ليقول له إن السفينة التي تقل الأمير ول الديد رست على جودي اندر ..
التفت دود سك إلى سيديا وهو يقول انتهى الأمر! الأمير وصل، وأنا كنت أريد أن تنشده الشعر وهو ينزل من السفينة، فقال سيديا لا مشكلة في ذلك لنذهب إليه، وكان مرسى السفن على بعد خطوات معدودة من منزل الترجمان الأديب.. صافح سيديا الأمير عند سلالم السفينة قائلا:
يَلاَّلِ زَادْ ألَّ لَــــمِـــيــــرْ = أحمل الديدْ أمِيرْ أنْتِيــــرْ
الخَصْلاَتْ أمِيــرْ أطَّاييــرْ = اعْدُوهْ إلى گنْگـاوْ اعـليهْ
ألِّ يعْصرْ لمورْ اعْصِـيـــرْ = فِيهْ إحَتَّتْــهُـمْ بينْ ايْدِيهْ
ويَلاَّلِ زَادْ ألَّ مَجَــــــــارْ = ألِّ فالگِفْـيَ مَـا ينْـــــدارْ
ألِّ مَــعْـــطَـاهْ ابْلاَ تكْرَارْ = فلِّ معْطِيــــلُو، وألِّ بيــهْ
السفِينه رتْبِــتْ واخْيَارْ = ألِّ تِرْتــبْ بيـــهْ أبـــــديهْ
لَمِيـرْ ألِّ ما فيهْ اغْمِيظْ = من حدْ اصدِيگُو وامْعاديهْ
أمَجَـارْ العَــادلْ لغليــظْ = لكْريم النــــزِيهْ أراعيــــهْ.