عملك الأول تبخر؟ طار في الفضاء
تلمس طريقا جديدا؛ ابحث عنه ستجده؛ وستنجح فيه لأنك أصبحت أكثر صلابة
تبخر عملي طيلة الثلاثة عشر سنة الماضية عدة مرات… عدت أكثر من مرة لطوابير العاطلين؛ وبكل أدب جلست مع جحافل المعطلين نرمم شتاتنا ونربت على بعضنا البعض..
لم نبكي ولم نلطم حاولت النهوض من جديد..
تختلف أسباب خسارتي لعملي كما تختلف ظروف المؤسسات التي اضطرت لتركي.
فبعضهم أفلست مؤسسته التي كنت أعمل فيها فأهداني آخر جهاز كمبيوتر نجى من البيع؛ وغاب في الزحام.
وجدته قبل أعوام أصبح سمسارا لوزير مخلد في الحكومة وتعافى جسمه من أعراض ممارسة الصحافة على الريق.
البعض الآخر حول مقدرات مؤسسته لمجال أكثر دخل؛ مثل ما حصل مع المبدع الذي تنبه لأهمية المجتمع المدني باكرا وحول مكاتب المؤسسة لمنظمة تعنى بالرفق بأرامل الدلافين؛ وابتسم له الحظ على يد منظمة هولندية تهتم بالحياة البيئة البحرية في البلدان الأقل حظا في التنمية.
والقصص كثيرة في هذا المجال؛ إلا أنه ما يهمني هنا أنني كنت أبدأ دائما من جديد؛ ألملم شتاتي وأمني النفس بالوصول بعد تعثر الرحلات الفائتة.
واليوم مازلت مؤمنا بنفس المبدأ ذاته؛ هناك دائما بابا مفتوحا لم نجرب بعد قرعه أو اقتحامه؛ فالحياة تحب من يتحداها من يلعب معها لعبتها الأثيرة: المراوغة والتحدي!
ألم يقل صديقنا قديما:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
لنجرب غلابا في حدود المعقول القريب من المستحيل.