عند تفكيك ذرات “الهيدروجين” المتحدة أصلا (dihydrogėne) تتحرر كمية معتبرة من الطاقة تسمي الطاقة الهيدروجينية، و لأن ذرات “الهيدروجين” لا توجد “صافية” (a l’etat pur) في الطبيعة، إتجهت شركات الطاقة العالمية الي إستخراجه عبر تفكيك سلاسل “الهيدروكربون” المشكلة للطاقات “الأحفورية” (les ėnergies fossiles) من غاز و بترول، لكن مع نهاية هذا الاسلوب من الانتاج (procėdė) تبقي نسب قليلة من “الكربون” ملتحمة بذرات “الهيدروجين” المنتج و هذا ما يسمي ب”الهيدروجين الرمادي” .
و عند معالجة “الهيدروجين الرمادي” عبر تقنية متطورة تسمح بإزالة الكربون الضار بالبيئة ينتج ما يعرف ب “الهيدروجين الأزرق” الذي مازال ينتج بكميات محدودة رغم فاعليته نظرا لكلفته المادية المرتفعة و تعقيد التقنيات المستخدمة في إنتاجه.
لكن إنتاج “الهيدروجين” مباشرة من “الماء” بواسطة تحليله الكهربائي (le processus d’ėlectrolyse) الذي يعتمد علي فصل ذرات الهيدروجين عن ذرات الأوكسيجين، من خلال “إستقطاب” الماء عبر تمرير تيار كهربائي منتج من مصدر طاقوي متجدد (الشمس، الرياح.، الماء…). هذا “الهيدروجين” المنتج عبر هذه التقنية النظيفة (الخالية من إنبعاثات الكربون الضارة بالبئية) يعرف ب”الهيدروجين الأخضر”، الذي يعتبر “طاقة المستقبل” لما يمتلك من خصائص إستثنائية، فأكسدة (le processus d’oxydation) هذا الوقود تنتج طاقة نظيفة لا يخلف إحتراقها الا الماء، و هو فعال كذالك اذ ينتج 1Kg من الهيدروجين الأخضر ما يتجاوز ثلاثة أضعاف الطاقة المنتجة من ليتر من البنزين !
و لوقود “الهيدروجين الأخضر” خاصية مهمة جدا، إذا يمكن تخزينه بعد تمييعه (processus de liquėfaction) و ضغطه، بكميات معتبرة مما يساعد علي نقله بشكل آمن، و يساهم أساسا في حللة معضلة “تخزين” منتوج الطاقات المتجددة المتسارع في السنوات الأخيرة عبر العالم.
فبلدنا مثلا، أنتج في السنوات الأخيرة كميات معتبرة من الطاقات المتجددة، حيث ضخت أكثر من 70MW في شبكة نواكشوط لوحدها، دون باقي الشبكات الداخلية، لكن هذه الكمية المعتبرة من الطاقة النظيفة لم تستطع ان تخفف الضغط علي المحطات الحرارية (les centrales thermiques) بشكل يساعد علي القضاء الكلي علي الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في العاصمة (les dėlestages)، رغم جهود تطوير شبكات التوزيع المبذولة، نظرا لإنعدام وسائل تخزين الفائض من الانتاج النهاري لحقول الطاقة الشمسية التي يتوقف إنتجاها عند كل غروب, حيث تبدأ ساعات “الذروة” في إستخدام التيار المنزلي. مما يسبب ضغطا شديدا علي المحطات الحرارية مخلفا الكثير من الاعطاب الفنية في شبكات التوزيع و التي يتطلب إصلاحها المزيد من الوقت و الكثير من الخسائر للزبون و الارتفاع المذهل لكلفة الصيانة لدي المنتج (OPEX)! و إذا تمكن القائمون علي الشركة المنتجة للكهرباء من تحويل محطات الطاقات المتجددة الحالية الي محطات هجينة (hybride) تعمل ليلا أو خلال هدوء الرياح (le vent dominant) بالنسبة لمزارع الرياح، بوقود “الهيدروجين الأخضر” فسيساهم هذا التوجه في تخزين الفائض من الطاقة المتجددة، و من الحد الفعال من الانقطاعات الكهربائية المزمنة !
لهذه الاسباب، فإن توقيع وزارة الطاقة لمذكرة تفاهم “أولية” مع شركة مختصة في مجال إنتاج “الهيدروجين الأخضر”، يشكل توجها نوعيا، خاصة أن يلادنا تمتلك كل المصادر الطبيعية من شمس و رياح و صحاري شاسعة لإقامة مشاريع عملاقة للطاقات المتجددة التي تمثل البنية التحتية الأساسية لقيام صناعة هيدروجينية خضراء و ضرورية لقيام صناعات تحويلية بأقل كلفة ممكنة. خاصة ان الغلاف المبدئي للمشروع ضخم جدا و قادر علي تنشيط الاقتصاد الوطني ان توفرت الادارة المستنيرة للمشروع.
المقال منشورعلى صفحة المهندس الميمون أمينوه 02\02\2022