بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على نبيه الكريم
يقول الشيخ الدكتور محمد ولد أحمد زاروق ( الشاعر ) منتصرا لغزة و محرضا لأهله
بغرة همٌّ قد طَحا بالحشا طَحوا :: وسِفْرٌ من الأَحزانِ لا يقبلُ المَحْوا
هنالكَ من تَحتِ الحُطامِ مَعَاهِدٌ :: دَوَارِسُ يَسْهُو الدمعُ مِنْ تَحْتِهَا سَهْوَا
بِهَا غَدَرَاتُ الجَارِِ يَمْشِينَ خِلْفَةّ :: مَرَاجِيعُ وَصْمِ العَارِ في الغَارَةِ الشَّعْوا
مشاهِدُ لم تتركْ ببيتٍ بشاشةً :: فما انتَ واستعذابَكَ الزَّفْنَ واللَّهوا
وبِيضُ وجوهٍ أُحْرِقَتْ قَسَماتُها :: كأن جحيما عانقت جنةَ المَأْوى
أَقِمْ بحِدادٍ ساجِمَ الدمع واجِما :: ودع عنك أفراحَ الخَلِيِينَ والزَهْوا
فما قبلَ أخْذِ الثأْرِ تَسبيكَ قَرْقَفٌ :: ولا كاعبٌ تُصْبيكَ أو رَشَأٌ أَحْوى
هنالك رَضْوى لم تُحَلْحِلْهُ هِزَّةٌ :: هنا بَرَكَتْ من بعد هِجْرتها القصوا
هنا بِعثَةُ العِزِّ الذى فيه أَشرَقتْ :: – على فترة في الغزو – “وَدَّانُ” و “الأَبْوا”
كأن بك الغَزْوَ اشْتِقاقا وخِلْقَةً :: فقبْلَكَ يا غَزِّيُّ لم نَعْرِفِ الغَزْوا
عصًا هَزَّها الغَزِّيُّ يَضْرِبُ ضِرْبَةً:: بِبَحْرٍ من الإخفاق يَتْرُكُهُ رَهْوَا
فلما اصطفى الجيرانُ خِذْلانَ سَعْيِهِ :: ولمْ يَبْذُلوا عَوْنًا على شِدَّةِ اللَّأْوا
تعالتْ إِلى شِنْقِيطَ صَرْخَةُ نادِبٍٍ :: فلاقتْ وَحاءً لم يُخَيِّبْ لهمْ رَجْوا
فهبَّتْ لِبَذْلِ من قُريشِ عِصابَةٌ :: قبائلُ لا تَلْقَى لِأَمْثَالِهِمْ شَرْوَا
أَ كُنْتَةُ هلْ يَسْعَى لغزةَ سابقٌ :: على أعْوَجِيَاتٍ ونَسَعَى لها حَبْوَا؟!!
وَنحنُ قِسِيٌ من وَشِيجِ أَرُومَةٌ :: نَرُومُ مِنَ الأَمْجادِ غايتَها القَصْوَى
أَلِفنا حُداءَ العِيسِ في كُلِّ مَوْطِنٍ :: إلى العِزِّ سامَرنا به الذَّأْوَ والمَطْوا
بِكُلِّ فَتًى مَصَّ الفَخارَ عُروقُهُ :: سَراءٌ على ثَهْلانَ قد أُشْرِبَ السَّرْوَا
جوادٌ إذا ما امْتِيحَ يَهْتَزُّ عِطْفُهُ :: فلا يَنْثَني قَبْضا ولا يَنْتَهِى دَحْوَا
فليسَ لنا إلا المُجَلِّي غَنيمَةٌ :: نَرِيسُ به بَأْوًا و نَسْموا به شَأْوَا
وذا مَوْطِنٌ للفَخْرِ فيه تعانقَتْ :: على الدَّرْبِ مَعْناةُ الفُتُوَّةٍ و الفَتْوَى
فيا رب بَوِّئْنا من الخُلدِ منزِلاً :: وصُبَّ على أخطائنا صَيِّبًا عَفْواَ
ويا رب خَسْفاً باليهود ورَجْفَةً :: ونصرا لنا أحْلى من المَنِّ والسَلْوى
رَقَمْتُ بزَفْراتٍ من الشعرِ أَسْطُراً :: لعلَّ شَجِيَ القَلبِ يُعْدِى بها الخِلْوا
أَبُلُّ بها أرحامَ أهْلي بغزةٍ :: أُناجي بها من يعلمُ السِّر و النَّجْوى
صلاةٌ على المختار ما سَحَّتِ الأَنْوا:: على مُكْرَعاتِ النخلِ أسْبَلَتِ القِنْوا