إهتمام رئاسي بصحة ومؤازرة الوزير والسفير أقريني ولد محمد فال
هناك أصوات نادرة في هذا الوجود بإمكانها أن تحتضنك، تشعر بندرة خامتها، بصدق مشاعرها، وبنبل أفعالها. أقريني أحد هؤلاء!
منحني عبء حمل اسمه تحديات حقيقية في حياتي العملية؛ وفي المقابل، مدني برصيد مشرف اختطه حامل الاسم لنفسه منذ أن دخل المجال العام مطلع التسعينات كوزير شاب يرفل في عقده الثالث، بوجه وضاء، وأخلاق سمحة، وتواضع غير مفتعل.
سلك الوزير طريقاً ظل محط إعجاب وتقدير لكل من عمل في القطاعات التي أدارها. وإلى يوم الناس هذا، ما زال العديد من عمال وموظفي وزارات الصناعة والمعادن، والوظيفة العمومية، والشباب والرياضة، والعدل يتذكرون ذلك الفارس الذي مر عليهم ذات زمان، بهي كحضوره.
وحين خرج أقريني من الحكومة نهاية التسعينات، مثّل بلده سفيراً فوق الشبهات، وكامل القبول في دول الاعتماد، وفي نفوس مواطنيه المقيمين في كل من تونس، والسعودية، ومصر.
كانت سنوات عطائه الدبلوماسي مناسبة لتحقيق الفرص التي لا تُعوض لبلده، وما زال الدبلوماسيون الذين عملوا معه يتذكرون بكثير من الفخر حجم الاهتمام والاحترام اللذين رسما مسيرة الرجل في تونس و والقاهرة والرياض؛حيث يعلم الجميع وقتها أنّ العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله و شقيقه الأمير سلطان بن عبد العزيز إحتجّا للسفير أقريني أثناء لقاء التوديع؛ بقولهما :
“لماذا شالوك عنّا بالسرعة دي؟”
لترفض الرياض سفيرين متتاليان لبلادنا بعد مغادرته الوزير والسفير أقريني ولد محمد فال .
في سنوات التحول السياسي والاجتماعي التي تبعت انقلاب 2005، قاد أقريني الحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد.
وبكثير من الحنكة السياسية والمعرفة الحقيقية بالمجال العام الموريتاني، قاد أقريني الحزب الذي حُورب من عدة جبهات.
ومن ذات الحزب دخل أقريني البرلمان نائباً صادقاً باسم آمال وآلام الشعب، وقاد ائتلاف أحزاب الأغلبية في ظرفية سياسية شديدة الدقة والحساسية، وانحاز لمصالح موريتانيا التي خدمها بصدق وتفانٍ حقيقيين.
وحين دخل في خلاف سياسي مع الرئيس السابق للبلاد، عاد إلى حواضنه السياسية التي لم تتنكر له؛ فحملته أصواتهم لقيادة أكبر بلدية ريفية في موريتانيا.
ومن مكتب عمدة بلدية تامورت النعاج (انبيكه)، نجح في إعادة هيكلة مدينة انبيكه عاصمة البلدية، وسوّق منتوجها الزراعي الأول ( ادلگان ) ليخلق شراكة حقيقية ومربحة لجميع الأطراف؛ حيث استطاع مزارعو البلدية بيع حصادهم الزراعي لمفوضية الأمن الغذائي؛ ضمن عملية منظمة ومفيدة.
ورغم كل وسائل التدخل السافر من حاكم نواكشوط الأوحد آنذاك؛ ظل أقريني رقماً صعباً في بلديته وولايته ووطنه الذي منحه الصدق والحب والوفاء.
واليوم يزور أقريني تونس لدواعٍ علاجية، لتنهض له مآثره في طلاب الأمس هناك – وهم غالبية أطر موريتانيا اليوم – ليتسابقوا في السؤال عنه والاطمئنان على صحته.
واليوم؛ وبأوامر مباشرة من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وبتوفيق واضح ؛ أُعطيت التوجيهات لسفيرنا في تونس بالوقوف على وضعية الوزير أقريني الصحية و قام السفير بإبلاغ تحيات فخامة رئيس الجمهورية و إنشغال الدولة الموريتانية بصحته .
وتضمنت التعليمات التي تم توجيهها للسفير الموريتاني في تونس الوقوف على تكاليف إقامة وعلاج الوزير أقريني
وبتعليمات من السفير الموريتاني في تونس تنقل طاقم السفارة الي محل إقامة الوزير أقريني وقدموا له واجب الزيارة وأكدوا له أن هذه الزيارة تأتي وفقا لتعليمات الدولة الموريتانية.
والحقيقة أن الشيء من مأتاه لا يُستغرب، وكلنا امتنان لهذا التصرف النبيل الذي قام به فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني؛ الذي رسخ بهذا الفعل قيم الجمهورية و مآثر المجتمع الموريتاني الأصيلة؛ الا وهي تقدير القامات الوطنية التي خدمت الدولة والمجتمع.
بقلم الكاتب الصحفي اقريني امينوه