أقريني أمينوه – رأي قبس-
وصلت الثقافة الهندية لموريتانيا؛ قيل زيارة السيدة دروباتي ميرمي رئيسة الهند بعقود.
تعرف الموريتانيون على نجوم الشاشة الكبيرة الهندية؛إبّان ازدهار السينما الهندية في الأوساط الشبابية في المدن الكبيرة في البلاد.
ومنذ مطلع السبعينات؛ كان اميتاب باتشان وزملائه ؛ محط تقدير وإشادة من يافعي نواكشوط ونواذيبو والزويرات وروصو وكيفة.
حيث ردد الآلاف أغانيهم وحاولوا تقليد تقليعاتهم ورقصهم وحركة أجسادهم المتناسقة.
مثلت شرطة الهند؛ مادة للتندر في الثقافة المحلية الموريتانية؛ فقد ظل تأخر حضورها لمسرح الجريمة مقلعلا للنكات حاضرا في حوارات أهل المدينة للدلالة على تأخر التصرف المناسب في الوقت المناسب؛ وكنوع من تمثلات حضور الطبيب بعد الموت!!!
إلا أن موسيقى الهنود المشحونة بحرارة العاطفة وتوابل الشرق الهندي اللاذعة؛ كانت تصدح في أغلب أحياء نواكشوط؛ كعرفان بوجود جسر ثقافي بين البلدين.
وقبل سنوات؛ أعاد الموسيقار الموريتاني المبدع؛ عرفات الميداح؛ أداء أغنية هندية شهيرة؛ لاقت انتشارا منقطع النظير على وسائل التواصل الاجتماعي الموريتانية.
وعلى شارع المختار داداه في قلب العاصمة افتتح هنود قبل مدة قصيرة؛ مطعما تتزينه لافتة كُتبت باللغة السنسكريتية يرتاده أغلب عشاق الطعام الحار؛ إذ أن الهند تعتبر قِبلة لعشاق البهارات والألوان والغرائب وقصص النجاح العجيبة؛ بدءً من معجزتها الاقتصادية التي حيرت خبراء التنمية؛ وصولا لديمقراطيتها الصامدة في بيئة لاتزدهر عادة فيها النظم الدستورية المرموقة.
وبزيارة رئيسة الهند اليوم لموريتانيا تفتتح نيودلهي صفحة جديدة من العلاقات مع نواكشوط الطامحة لدخول نادي الدول المنتجة للغاز والمتوثبة للاستفادة من تجارب الهند في الطاقة والنقل والتحول الرقمي؛ والتاريخ الذي يزخر بالأعاجيب من تاج محل إلي حكمة شاعر الهندي المرهف آدي شانكارا (بالسنسكريتية: आदि शङ्करः) عام 789 م.
وهو شاعر وفيلسوف هندي من قرية كالذي والتي تُسمى حاليًا بمقاطعة إرناكولام، في ولاية كيرلا. يُعزى إليه توطيد مذهب مدرسة أدفياتا فيدانتا (advaita vedānta) التي تقوم عليها الفلسفة الهندوسية.