قبس ـ خاص.
لا تبدو التقارير الدولية في مجال وفرة المياه متفائلة بشأن الوضع في موريتانيا؛ إذ تُظهر أحدثها إجهادا مائيا ستُعاني منه مناطق من العالم من بينها موريتانيا وذلك في حدود 2050.
وأظهرت دراسات أطّلعت ” قبس” عليها أن الموريتانيين سيُعانون في المستقبل القريب للحصول على حاجياتهم الأساسية من المياه؛ إذ أن النِّسب المُتوقعة بين الطلب البشري على المياه وتوافُرها في هذا البلد الصحراوي ستتسع لتصل إلي مرحلة يصِفُها التقرير بالإجهاد المائي؛ فما هي خطط الحكومة الموريتانية للحد من هذه التّحديات التي ستؤثر على واقع التنمية وأحوال المعيشة في موريتانيا؟

ندرة المياه
في العام 2017 قالت دراسة للبنك الدولي أن موريتانيا؛ تُواجه مُشكلة رئيسية؛ تتمثل في نُدرة المياه؛ وأشارت الدراسة أن شح المياه يعتبر عائقا حقيقيا أمام التنمية في موريتانيا، حيث أن أكثر من 42٪ من سكان البلد لا يملكون مياه صالحة للشرب، بالإضافة إلى أكثر من 60٪ من الموريتانيين الذين يعتمدون على طرق تقليدية في الحصول على حاجياتهم من عصب الحياة.
وكانت دراسة بريطانية قد كشفت قبل فترة أن موريتانيا هي “الأكثر هشاشة في مجال المياه في العالم، وقالت دراسة أخرى إن مصادر موريتانيا من الماء هي الأقل استقراراً في العالم، حيث جاءت ضمن الدول الأقل استقراراً إلى جانب السودان والصومال، واعتبرت الدراسة التي تعرضّت لاستقرار مصادر المياه في 165 دولة لديها خطر في مصادر مياهها، أن 30% فقط من سكان موريتانيا يحصلون على المياه الصالحة للشرب”.

شُحُّ المياه
بلغ عدد الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول الى مصدر مياه شرب في موريتانيا عام 2017 ما نسبته 42 بالمائة من عدد السكان.
وحسب تقارير إعلامية دولية؛ فإن فصل الصيف في موريتانيا يُواجه فيه أغلب المواطنين نقصاً شديداً في الماء؛ حيث ترتفع درجات الحرارة وتزداد الحاجة للماء.
ففي الداخل الموريتاني تظهر مشكلة توفر المياه الصالحة للشرب بشكل كبير؛ وتُمثل منطقة ” آفطوط” النموذج الصارخ لانعدام المياه؛ حيث تحدثت الدراسة عن نقص حاد في المياه الصالحة للشرب تواجه السكان في هذا الحيز الجغرافي من موريتانيا.
وفي العاصمة نواكشوط؛ تعاني أحياء عديدة من قلة المياه ويستغل بائعو المياه هذا الوضع الكارثي لرفع أسعار المياه ومضاعفة معاناة فقراء الأحياء العشوائية.
وتقول فاطمة وهي من سكان حي الوقفة في توجنين (شرقي العاصمة) لــ ” قبس ” نصرف مبالغ معتبرة لشراء المياه من أصحاب العربات.
وتضيف فاطمة ” قبل فترة تواصلنا مع مسؤول شركة المياه في المقاطعة؛ وأخبرنا أن مشكلتنا مؤقتة ويعمل قطاع المياه على حلها” وهو مازلنا ننتظره.
وتؤثر الظروف المناخية على انسيابية عمل مشروع آفطوط الساحلي الذي يزود العاصمة بالمياه، ويؤمن المشروع تدفق ملايين الأمتار المكعبة المعالجة من نهر السنغال جنوب موريتانيا، إذ تمتد أنابيبه العملاقة قرابة 200 كيلومتر توزع عبر شبكة توصيلات المياه إلى المشتركين في العاصمة.
وتغطي الصحاري أغلب أراضي البلاد ويستهلك الري نسبة 70% من الماء المتوفر في موريتانيا، ومن أسباب نقص المياه في موريتانيا، في الوسط الحضري تزايد الطلب على الماء، والتلوث المنزلي والصناعي وارتفاع الكثافة السكانية والعمران، وهجرة سكان الريف إلى الحضر، وفي العالم القروي محدودية استعمال السقي بالتنقيط والنزاعات حول موارد الماء.

مشاكل متفاقمة
أسهمت الهجرات الداخلية في موريتانيا إلي ارتفاع الطلب على المياه في العاصمة ومدن نواذيبو وكيفه و الزويرات.
وتسعى الحكومات الموريتانية المتعاقبة إلى حلول بديلة لتوفير فائض مائي يُلبي الحاجة المتزايدة على المياه في هذه المدن.
وفي الوسط الريفي وشبه الحضري تتفاقم المشاكل المرتبطة بالحصول على المياه؛ وبحسب موقع المكتب الوطني لخدمات الماء في الوسط الريفي؛ فإن التدخلات الشهرية للمكتب على المستوى الوطني شملت ولايات الحوضين ولعصابة وكوركول وتكانت ولبراكنة والترارزة وآدرار. وبلغت هذه التدخلات 67 تدخلا شملت إصلاح المعدات والتجهيزات المرتبطة بالشبكة المائية،
وحسب أحد سكان حاسي أهل تيكي التابعة لمقاطعة باسكنو في الحوض الشرقي تحدث إلى ” قبس ” فإن عطب أصاب مضخة القرية تطلب إصلاحه انتظار شهر والتردد على مقر الولاية في مدينة النعمة.