
قبس -محمد الأمين أحمد- خاص
عاش قلبًا وقالبًا في عالم كرة القدم، ولم يرَ نفسه في مكان آخر.
“حياتي هي كرة القدم، ولا أريد عملاً آخر، وإذا بحثت عنه سأجده”، هكذا كان يقول البشير ولد ناجم، المصور الذي كان شاهدًا بصريًا على كل محطات كرة القدم في موريتانيا.
لقد كان صاحب البذلة الحمراء في الملاعب، الملقب بذلك من قبل الجميع، إذ عُرف في الأوساط الرياضية والمجتمعية بلقب “أقدم مصور كرة قدم موريتاني”.

بدأ البشير مشواره في عالم التصوير الرياضي، وقام بتوثيق آلاف المباريات والمناسبات الرياضية، حتى تحول أرشيفه إلى مكتبة حية من الذكريات، حيث يحتوي مكتبه على أكثر من مليون صورة من مختلف المحطات الرياضية في موريتانيا.
لكنه لم يقتصر على مجرد التقاط الصور، بل كان جزءًا لا يتجزأ من كل مباراة، وكان يعتبر الملعب بيته.
“أستريح فقط عندما أذهب إلى الملعب، وعندما لا أجد من يذهب بي أحزن”، هكذا عبر عن حبه لهذا المجال الذي احتل كل جزء من حياته.
لكن في سنواته الأخيرة، أقعده الشلل النصفي، ليواجه تحديًا جديدًا بعد مسيرة حافلة بالعطاء.

كان البشير في بداية حياته لا يهاب المسافات، بل كان يسير من عرفات إلى الملعب الأولمبي، أو إلى ملاعب العاصمة مثل ملعب لكصر وغيرها من مدن الداخل، فكل خطوة كانت أقرب إلى حلمه.
لم يكن هذا مجرد عمل بالنسبة له، بل كان شغفه وحياته.
اليوم، يوم الجمعة السابع من مارس 2025، غيب الموت البشير ولد ناجم، أحد أبرز المصورين الرياضيين في موريتانيا وأحد الوجوه المعروفة في الساحة الكروية في العاصمة نواكشوط.
وُلد البشير في سيراليون لأب موريتاني وأم سيراليونية، قبل أن يستقر في نواكشوط حيث احترف التصوير، ووثق العديد من المحطات البارزة، خاصة في المجال الرياضي.
برحيل البشير، فقدت موريتانيا ذاكرة كرة القدم الموريتانية، الذي لم يكن مجرد مصور، بل كان شاهدًا أمينًا على كل لحظة تاريخية في الرياضة الوطنية. اليوم، تودع العدسات روحًا كانت تبث الحياة في كل صورة، وستظل صورته باقية في ذاكرة الملاعب، شاهدة على عطاءٍ لا يُنسى.