
قبس – نواكشوط.
نظم مركز السفير للاستشارات والاعلام والعلاقات العامة ؛ الذي يرأسه الإعلامي محمد عبد الرحمن ولد الزوين ؛ مساء أمس الإثنين بفندق الخاطر بالعاصمة نواكشوط ندوة تحت عنوان ” تنمية المدن والنفاذ للخدمات”.
وناقشت الندوة سبل تعزيز تسهيل النفاذ للخدمات وتنمية المدن الموريتانية والعصرنة.
تحديات كبيرة
قال الأستاذ الجامعي أحمد سالم محمد فاضل، الأمين التنفيذي لحزب الإنصاف، إن تنمية المدن تمثل أحد أبرز التحديات التنموية في موريتانيا، خاصة في ظل التوسع العمراني والتقرّي العشوائي الذي تشهده مختلف المناطق.
وأضاف، خلال ندوة “مركز السفير للاستشارات والإعلام والعلاقات العامة إن “حزب الإنصاف يضع ضمن أولوياته تعزيز التنمية وتحسين النفاذ إلى الخدمات، إلى جانب دعم اللامركزية وتطوير قدرات البلديات”.
وأوضح محمد فاضل أن” البرنامج الانتخابي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ركّز على توجيه الاستثمارات نحو المناطق الأكثر هشاشة، وتطوير البنى التحتية، وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص كوسيلة لتسريع وتيرة التنمية”
وأكد ولد محمد فاضل أن حزب الإنصاف، باعتباره الحزب الحاكم، يعي أن التنمية لا يمكن أن تتحقق دون إشراك المواطنين والاستماع إلى تطلعاتهم، مضيفًا أن الحزب يؤمن بأن التنمية “مطلب أساسي وحق يجب أن يتمتع به كل المواطنين، دون استثناء”.
المعضلة التنموية
وصف الدكتور محمد أحيد ولد سالم، في معرض حديثه في ندوة تنمية المدن والنفاذ للخدمات الأساسية واقع التقري الفوضوي الحاصل في موريتانيا بالمعضلة.
وأضاف ولد سالم إن “موريتانيا تضم 8149 تجمعًا سكنيًا مما يؤثر بشكل مباشر على نوعية الخدمات المقدمة للسكان”.
وأوضح الخبير أن “80 بالمائة من المدارس غير مكتملة، وبعضها يضم فصلاً دراسيًا واحدًا فقط، ما يؤدي – حسب تعبيره – إلى “الحكم بالجهل على السكان”.
وأضاف ولد سالم أن “السلوك الفردي للمواطن أكثر أهمية من البنية التحتية، معتبرًا أن سلوكًا متحضرًا قد يغني أحيانًا عن العصرنة والمرافق الحديثة، في ظل ما وصفه باستمرار ارتباط العقليات بالبداوة والتنقل”.
وأشار إلى أن الانسجام المجتمعي وروح المواطنة لا تزالان تمثلان إشكالية، حتى في أوساط المثقفين، قائلاً إن “سلوك بعض المثقفين يفتقر للتمدن والخضرية والمواطنة”.
واعتبر ولد سالم أن عصرنة المدن لا يجب أن تقتصر على البنية المادية، بل يجب أن تشمل أيضًا العقول والسلوك، داعيًا إلى إعادة هيكلة أقطاب الخدمات من خلال توزيع المستشفيات والمدارس والمرافق الأساسية بما ينسجم مع حجم الموارد والحاجيات.
الموريتاني بطبعه لم يعتد على المدن
قال رئيس منتدى الأواصر الأستاذ عبيد ولد إميجن، في ندوة “تنمية المدن والنفاذ للخدمات”، إن الاستقرار لم يكن جزءًا من الثقافة الموريتانية، معتبرًا أن المواطنين “غير معتادين على المدن”.
وأوضح أن نواكشوط، مثلًا، شهدت تحولًا في ملامحها، حيث بدأت المدينة الأصلية ترحل تدريجيًا نحو الأطراف، مما يعكس غياب التخطيط المستدام، على حد تعبيره.
وأضاف أن المدن في موريتانيا ما تزال تعكس اختلالات في النظام الاجتماعي، حيث تسمى الأحياء بأسماء القبائل والأسر والجهات، بدل أن تكون فضاءات جامعة تخطط لها الدولة وتطبعها بروح المدينة الحديثة.
وأشار إلى أن نواكشوط باتت تشبه، من حيث الامتداد العشوائي، مدينة الدار البيضاء المغربية، مشددًا على أن ثقافة البدو ما تزال حاضرة، حيث ينظر الأفراد إلى الحي والدار باعتبارهما “ملكًا خاصًا”، لا جزءًا من فضاء عام منظم.
وتحدث ولد إميجن عن أثر الفقر وثقافة الندرة على العقليات، معتبرًا أن المرحلة الحالية تشهد تحوّلًا نحو “ثقافة الوفرة والتباهي في البناء وشكله”، وهو ما يستدعي – بحسب تعبيره – مشروع تعمير حقيقي يغيّر العقليات، لأن من يسعى إلى العصرنة عليه أن يبدأ بتغيير الذهنيات.
وكان مركز السفير للاستشارات والاعلام والعلاقات العامة ؛ الذي يرأسه الإعلامي محمد عبد الرحمن ولد الزوين قد نطم مساء اليوم الإثنين في فندق الخاطر بالعاصمة نواكشوط ندوة تحت عنوان ” تنمية المدن والنفاذ للخدمات”.
وناقشت الندوة سبل تعزيز تسهيل النفاذ للخدمات وتنمية المدن والعصرنة .
وحاضر في الندوة عدد من الشخصيات الفكرية والإعلامية البارزة، بالإضافة إلى حضور كثيف من شخصيات سياسية وأكاديمية وطنية