
مايعجبني فى المسؤول الحكومي الموريتاني فى رمضان؛ أنه يُحملك العبء النفسي لصومه؛ بمعنى أنه يتضايق لدرجة القرف من وجودك في مكتبه لمراجعة مصلحة كُلف المرفق العمومي الذي يعمل فيه بقضائها.
صادف يوم الإثنين الماضي أول أيام شهر رمضان المبارك؛ ولأسباب نحسية بحتة زرت مرفقا عموميا خدميا لإستكمال إجراء روتيني؛ جلست رفقة مواطنين ثلاث ساعات ليخصنا رئيس مصلحة مجهرية برؤية وجهه السمح.
بعد وصلة تأفف طويلة خاطبنا المسؤول بلغة عالية شعر الجميع بتضآله أمام جناب هذا الموظف السمح، ثم قال في جملة رشاشة واحدة عودوا إلينا في الأسبوع القادم ؛ فنحن صيام وهذا أول يوم ولا أملك من الوقت والأعصاب مايكفياني لقضاء حوائجكم الثقيلة!!!
ومن حسن الطالع كان من بين المراجعين ستيني ينحدر من منطقة أهلها لا يتساهلون عادة مع أشباه رئيس المصلحة هذا.
التفت الستيني إلى الموظف وقال له قسما بالله إن لم تفتح جهازك اللعين وتقوم بإستكمال إجراءاتنا لسوف أذبحك بسكيني هذه!!.

استسلم الموظف المسكين وخاطبنا بلغة حانية واستحضر جميع مفردات اللطف وطفق يُنظر حول مبادئ تقريب الإدارة من المواطن
قالت له سيدة فى آخر الصف
“اح؛ مره اعليك يالصحيح”.
وقضيت جميع حوائجنا وشكرنا الستيني البطل وسألناه عن حقيقة تهديده للمسكين
ضحك وقال :
“مسكين الا هو اذليل اوتوف”