⚘- قَدَّمَ مديرُ شركة السنغال بمدينة اندر “سينلوي”، ميشيل جاجولي دي لا كورب في 5 مايو 1686 أول وصف معروف لآلة “آردين” على النحو التالي:
“آلة تشبه القيثارة جسمها من القرع calebasse المغطى بالجلد، أوتارها من عشرة إلى اثني عشر، نغماتها عربية عذبة و موسيقاها تشبه الموسيقى الإسبانية و البرتغالية”.
■- يقول الدكتور أحمد ولد المصطف الأبييري:
علاقة موسيقى البيظان بالأندلس حسبَ الوصفِ السابقِ تُعزِّزُ الرواياتِ الشفهيةِ لبعضِ أسرِ إيگاون من أن أصولَها عربيةً أندلسية.
وقد صدق الدكتور أحمد ولد المصطف فإن ارتباط هذه الموسيقى وكذلك الشعر الغنائي “لغن” بالأندلس أمر واضح؛
فقدأكد بعض الباحثين أن أدبنا الشعبي “الأدب الحساني”
نشأ في فضاءات بعض الأسر المرابطية وذكروا منها أسرة ابن تافلويت بعد سقوط دولتهم وعودتهم إلى الصحراء. انظر ما كتبه الأستاذ المبجل المختار گاگيه ابييت في كتابه: “نشأة الأدب الحساني في بلاد البيضان” وتتبع فيه مسار نشأة هذا الشعر في بلادنا.
■- ومن تلك الأسر أسرة ابن تافلوليت ومما ذكر العلامة عبد الله كنون: أن الشاعر الفيلسوف الموسيقار أبو بكر بن باجة كان منقطعاً إلى الأمير أبي بكر ابن تافلويت المسوفي الصنهاجي صهر علي بن يوسف بن تاشفين ..
■- ومما جرى له معه سنة 510هـ أنه حضر يوماً بمجلسه فألقى
على بعض قيناته موشحته:
جَرِّرِ الذَّيْلَ أيَّمَا جَرِ @ وصِل الشُّكْرَ مِنْكَ بالشكْرِ
وختمها بقوله:
عقد الله راية النصر @ لأمير العلا أبي بكر
■- فلما طرق الشعرُ والتلحينُ سمعَ ابن تافلويت صاح واطرباه وشق ثيابه وقال ما أحسن ما بدأت وما ختمت، وحلف لا يمشي ابن باجة إلى داره إلا على الذهب، فخاف الشاعر الحكيم سوء العاقبة فاحتال بأن جعل ذهباً في نعله ومشي عليه….
■- ثم نشأ عما يعرف بالموشحات شعر غنائي آخر يعرف بالزجل
وهو نشأ عنه شعرنا الغنائي “لغن” والله أعلم
■- ومعلوم أن ابن تافلويت المذكور كان شاعرا مجيدا ، وله مجلس أدب يحضره الأدباء،والشعراء والمغنون… قال المؤرخ عبد الله كنون بعد أن ذكر مجالسه…
وقد بلغ من عناية المرابطين بالأدب – و الشعر خاصة – أن نساءهم كن يتعشقنه و يحفظنه و ينشدنه، و يحكى أنه كانت لهن مجالس أدب، و قد لمعت في هذا المجال حواء بنت إبراهيم بن تافلويت و أختها زينب و كذلك تميمة بنت يوسف بن تاشفين.
انظر النبوغ المغربي ص/ 583.
المصدر :صفحة (نادي البيظان للثقافة والتاريخ ) على الفيسبوك