
قبس – خاص
أَلَيْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُ …؟
إذا كان جَحْدَر بن مالكٍ اليمامي قد خلّد محنته ليلة حكم الحجاج عليه بقوله:” انا قاذفون بك في حائر فيه أسد عاقر ضار فان هو قتلك كفانا مؤنتك، وان أنت قتلته خلينا سبيلك”.
إذا كان خلّد تلك المحنة شعرا رقيقا، وهو يقضي ليلته الأخيرة في سجن الحجّاج بعيدا عمّن يحبهم باليمامة من أرض اليمن السعيد، ورغم مصيره الأليم الذي ينتظره بعد انسحاب ظلام تلك الليلة الطويل وطلوع نهار غده.
أبى الشاعر في نفس جَحْدَر الحزينة الا أن يُوظف المحنة شعرا، ويحوّلُ الألمَ أملا، فيرى التّداني فيما يجمعهما وان كان الليل والنهار، وكأنه ليس ليل سجن الحجاج ونهار بطن الأسد الضار، فقال البيتين الشهيرين من قصيدته الطويلة.
قال جَحْدَر بن مالكٍ اليمامي:
أَلَيْسَ اللَّيْلُ يَجْمَعُ أُمَّ عَمْرٍو \ وَإِيَّانَا فَذَاكَ بِنَا تَدَانِي
بَلَى وَتَرَى الهِلَالَ كَمَا أَرَاهُ \ وَيَعْلُوهَا النَّهَارُ كَمَا عَلَانِي
تصْناتي للْهولْ امْن الْبعدْ …
إذا كان جَحْدَر إذا، خلّد محنته شعرا، فان سيداتي ول الشيخ احمد الهيبة ولد الشيخ ماء العينين الفاضلي، خلّد عفّتَه وعفّة محبوبته شعرا رقيقا كذلك، الا أن الأخير تقاسم مع محبوبته وهي في خدرها (غلكتها)، شمس زمانه وهلال سَماعِه، واجتمع بها أثيريا في سماعهما لصوت الفنان الكبير المرحوم سيداتى ولد ألفا ولد آبّه، عبر الراديو، في ليلة غزلية نادرة، من ليالي نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي.
قال سيداتي ول الشيخ احمد لهيبة ولد الشيخ ماء العينين:
ولْ ألْفَ سيداتِ نبْغيهْ / ماهُ كيفَتْ عنْدِ خاطِيهْ
ؤكيفِ حدْ أوخَْر عالم بيهْ /مانِ محتاجْ أعْلَ كوْلُ
نعْرفْ عنُّ هوْلُ يلْهيهْ / وانَ لاهينِ لهْوُولُ
ؤُ تصْناتِ للْهولْ امْنَ الْبَعَدْ / عَكَبْ اللّْيْلْ ؤُ تصْناتولُ
ذاكْ أَمّالُ ملْكَ ما عنْدْ / فيهْ الْكرّاظْ أَلِّ كُولُ
رحم الله بن مالك و ولد الشيخ احمد الهيبة والوالد سيداتى ولد آبّه.