تمنح صيغة البطبوط( تحمل وعدا بالعقاب مجهول المصدر ) شعورا مخيفا لجيل الثمانينات؛ فذلك الجيل الذي صام أول رمضان له فى نهاية القرن الماضي اتسم إفطاره بالسُّنية المائلة للزهد المطبخي؛ ولم يكن يعلم أن الانفتاح على الشمال البارد سيهب له كل هذه الأصناف الطيبة من الخضروات والفواكه بما فيها هذا المخلوق الذي يحمل هذا الإسم المخيف ( البطبوط ).
كانت طموحاتي كمراهق جرب الصيام قبل التحولات الاجتماعية الرهيبة التي حملتها الالفية الجديدة للموريتانيين تبلغ مداها حين تنعم بعصير مانجو طازج بُعيد إكمال يومك فى درجات حرارة مرتفعة ….فنحن جيل بسْطات الابتدائية ،الذين كنا نشتري حبة مانجو صغيرة كعضلة رضيع بعشر أواق ؛ هانحن اليوم نتخير بين عصائر الافوكا والميلون والتفاح !! اي برجوازية شعبية هبطت على أسر الطبقة المتوسطة الموريتانية !!
كان طريق نواكشوط نواذيبو عاملا حاسما فى فك الحصار عن موائد الموريتانيين؛ فالطريق الذي سلكه تجار الخضروات تقريبا ابتداءً من العام 2004 ساهم فى الثراء (الخضرواتي والفكهواتي) لأبناء جيلي المنحدرين من الطبقة المتوسطة التى تآكلت لاحقا لأسباب معروفة للكل تقريبا.
وقبل سنة من الآن حاول الموريتاني أن يأكل من أرضه؛ وبالفعل جادت مزارع شمامه وواحات آدرار بمنتجاتها لكن الحصاد لم يبلغ بعد تنوع ولا ثراء ولاجودة مزارع الشمال فى اسبانيا والمغرب.
نامل أن تتحسن التجربة الوطنية فى محاولاتها القادمة.