تتميز مقابلة اليوم بين المغرب وموريتانيا فى أغادير ضمن أيام الفيفا ، بأنها من جهة ، أول مواجهة بين المدربين ، وهما من احسن المدربين الأفارقة ، حقق فيها المدرب المغربي إنجازا غير مسبوق ، حين وصل باسود الاطلس إلى نصف النهاائي من كأس العالم فى قطر 2022، متجاوزا فى ثمن النهائي وربع النهائي اسبانيا والبرتغال ، فى ما يشبه الفتح الجديد لشبه الجزيرة الايبرية ، ليستمر الزحف شمالا نحو فرنسا التى حشدت الجيوش البرية والجوية ، و جهزت الأساطيل البحرية ، واستنفرت ترسانتها النووية ، لإيقاف زئير اسود الاطلس ، والذى لم يتحقق لها ذلك إلا بمساعدة التحكيم المنحاز.
أما القمري الأمير مدرب المرابطون ، فقد حقق أيضا إنجازا غير مسبوق فى نهائيات كأس إفريقيا للأمم ، حين عبر بالمرابطون حاجز المجموعات ، ليصل أول مرة فى تاريخ المنتخب إلى دوري الثمانية ، بعد اول فوز فى تاريخ النهائيات للمرابطون ضد الجزائر ، إحدى أقوى المنتخبات العربية والإفريقية وكانت مرشحة قوية ، ليصطدم بصخرة قلة خبرة بعض لاعبيه ، وبمنتخب كاب فردي رائع ، كاد أن يحقق معجزة البطولة .
ومن جهة أخرى ، هي صدام ما بين نجوم الدرجة الأولى فى الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى اسبانيا، ايطاليا، انجلترا،فرنسا و المانيا ، ضد الروح الوطنية ، والإحساس بالمسؤولية فى الدفاع عن ألوان القميص الوطني 🇲🇷، علما بأن آخر مقابلتين ، تعادل فيها المنتخبان ذهابا و إيابا.
تختلف طريقة وليد الركراكى مدرب منتخب المغرب ، إلى حد كبير،عن فلسفة أمير عبدو مدرب المنتخب الوطني المرابطون .
فالرغراغي يبالغ كثيرا فى الاحتفاظ بالكرة.. و يبطئ فى التمريرات البينية ، مستغلا سرعة مهاجمي ريال مدريد و اشبيلية على التوالي الوافد الجديد ابراهيم دياز و النصيري ، مع الدور الكبير الذى يقدمه فى الهجمات المرتدة الظهير الأيمن لنادي البيسجى اشرف حكيمي و جناح غلاتا سراي التركي ، و تشلسي حكيم زياش، وبقية المجموعة ،من محترفين فى أندية كبيرة .
أما امير عبدو ، فيتميز برؤيته الدفاعية ، فتعليماته الصارمة جعل منطقة العمليات منطقة مغلقة ، لا يسمح بالمرور منها نحو المرمى ، بالإضافة إلى تحفظ مبالغ فيه ، فى محاولة لقتل الوقت ، وانتظار هدية تأتى من السماء ، كأن تحدث ثغرة غير متوقعة فى دفاع الخصم ، أو تدخل غير شرعي من مدافع يختطف منه أحد مهاجمي المرابطون هدفا او اثنين . وهي سياسة قد يستغلها الخصم أن كان لديه مهاجمين سربعين و شباب ، مثل ما حدث فى المباراة الأولى ضد مالى . حين سجلوا هدفين مبكرا ، وتراجعوا ، فالمهمة انجزت Mission accomplie ،
وعلى العموم ، تبقى هذه المباراة مهمة جدا للمنتخب ، وللأمير ، الذى يملك الأسلحة و الرجال لكسبها …و سبكسبها⚽.!
424