قبس _- ( تحليل ) -كان ردّ الوزير المختار ولد اجاي على تساؤلات واستشكالات السادة النواب، أقرب إلى المحاضرة منه إلى تبيين السياسة العامة لأي حكومة تلتمس تأييد غالبية من ثلثي نواب الشعب؛
ظهر ولد أجاي وهو يقدم محاضرةً في الحكامة بشتى المجالات، وكان رده على تدخلات بعض النواب وما اعتراها من نقد شخصي هادئا “هدوء الواثق من خطواته العارف بمكامن النقص والخلل”.
كأن على رؤوسهم الطير..
تحولت غرفة البرلمان إلى قاعة للدرس أثناء حديث الوزير الأول وتحول السادة النواب بقدرة قادر إلى تلاميذ جالسين على مقاعد الدرس منصتين إلى أستاذهم في آخر فصول البرنامج وكأنهم على بعد ساعات من دخول مسابقة ختم الدروس الإعدادية أو الباكالوريا..
كان حسن إصغائهم لافتا رغم ما عودونا عليه من “ثرثرة وأحاديث جانبية” حسب محللين ورواد شبكات التواصل الاجتماعي ، بقيّت القاعة هادئة وأنصت الجميع بتركيز غير مألوف..
لقد تميز الرجل عن الوزراء الأوّل السابقين باستثناء إبن ولايته سيدي محمد ولد بوبكر بكونه خطيبا مفوها يتقن ملفاته ومطلع على كل ما يدور في دهاليز الإدارة، وهو شاب صبورٌ متواضع يهتم كثيرا بالتفاصيل، حيث عمد إلى جميع مداخلات النواب ورتبها بمنهجية ضمت مختلف المجالات.
والمسألة الأخرى البارزة أن المختار ولد أجاي في جلسة النقاش لم يرد على النواب واحدا واحدا حيث دأب على الرد على كل نائب وتسميته أيام كان وزيرا للاقتصاد والمالية، بل تحاشى في الجلسة الرد على النواب وأجمل ملاحظاتهم في ردوده.
والميزة الثانية للمختار ولد أجاي الوزير الأول أنه لم يهتم بالرد على الاتهامات الموجهة لشخصه وأثار تحاشى الرد عليها على غير عادته.
في المجمل كان عرض برنامج حكومة ولد اجاي مختلفا، وكانت ردوده على السادة النواب أكثر اختلافا لما أظهره من قدرة وتمكّن وثبات ووضوح رؤية بأسلوب سلس مهاب فرض احترام الرأي العام قبل النواب أنفسهم..