
كتب أقريني أمينوه
قبل خمسة عشر عاماً اكتشفت هواية المشي مع صديق في شوارع الحي الإداري الجميلة؛ كانت رياضتنا التي لا يرجو منها أصحابها فوائد تُذكر غير استحضار الذكريات والحديث في كل شيء مع شخص استثنائي في كل شيء كان يضع رجله على أول سلم في عالم الدبلوماسية بوزارة الخارجية التي دخلها للتو بعد انتهاء مرحلة التكوين في المدرسة الوطنية للإدارة كمستشار دبلوماسي.
محمد ولد عبد العزيز ولد محمدو، شاب تخرج من الجامعة حاملا الرتبة الأولى على دفعته ليحصُل على منحة إلى كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة تونس المنار التي استكمل فيها دراساته العليا، بالتوازي مع حصوله على دبلوم العلاقات الدولية من معهد العلاقات الدولية بتونس؛ كما ترأس خلال سنوات إقامته بتونس رابطة الطلبة والمتدربين الموريتانيين.
تابعت بقلب صديق وعين صحفي يراقب المجال العام الموريتاني تقدم صديقي في مجاله، من عمله رئيسا لقسم تسيير الموظفين بوزارة الخارجية، ليعمل بعد ذلك رئيسا لمصلحة تسيير المهمات في الخارج؛ حتى تاريخ تسميته سفيرا، مديرا للمراسم والتشريفات بوزارة الخارجية الموريتانية، حيث وُشِح خلال تلك الفترة بوسام الامتنان الوطني..
إنه دبلوماسي مهني وموسوعي، يبتسم للجميع حتى في أكثر الأوقات ضغطا مهنيا في وزارة سيادية كالخارجية.
ومن مكاتب الخارجية خدم محمد بلده كمستشار أول في السفارة الموريتانية بلندن؛ وحين عادت العلاقات الموريتانية القطرية، وقع الاختيار على الدبلوماسي المهني ليقوم بأعمال سفارة بلاده في الدوحة.
تابعتُ نجاحه عن بُعد هناك، وأسعدني كثيرا تخصيصه لركن من السفارة الموريتانية بالدوحة لمكتبة أسماها “ديوان الشناقطة” ضمت مختلف المؤلفات الموريتانية، وكانت خطوة رائدة في مجال الدبلوماسية الثقافية.
واليوم تم اقتراحه كسفير للجمهورية الإسلامية الموريتانية في غينيا بيساو..
حين يتحدث السفير الجديد معك حول الأدب أو الحياة وعن القراءة وثقافات الشعوب تعتقد للوهلة الأولى أنه عالم أنثروبولوجي أو مهتم بالتحولات الثقافية في العالم.
إنه عُصارة لتاريخ عائلي مهتم بصناعة الإنسان النوعي؛ المتشبث بقيمه والمؤمن بموريتانيا المتنوعة والثرية باختلافها.
مبروك لرفيق سنوات الصبا وعقود النضج واتمنى لك التوفيق في مهامك الجديدة.